هاف بوست عراقي ـ رصد المحرر- ز.ا.و: فراس الغضبان الحمداني: في يوم الاربعاء المصادف ١٦ /٧/ ١٩٥٨ وبعد يوم واحد من مقتل نوري السعيد جاء إلى الكاظمية شخصان و هما يحملان كيسا مصنوعا من الورق و عندما وصل إلى دكان مختار المحلة أخرجا من الكيس كفا مقطوعا و قام أحد الشخصين بإخراج خنجر كبير من تحت قميصه و قام بوخز ظاهر الكف بالخنجر ثم رفع الخنجر و نادى بأعلى صوته (هذه يد نوري السعيد ).
و تجمع في لحضات عدد من الناس و سارت تظاهرة عبر أزقة الكاظمية و الجميع يردد الهتاف الذي أطلقه حامل الكف و بينما هم يسيرون في أحد الأزقة خرج رجل من بيته و طلب من التظاهرة بالوقوف لكي يضرب الكف و كانت زوجة هذا الرجل تقف وراء الباب و هي فرحة مسرورة تطلق الزغاريد مع كل ضربة كان الرجل يسددها للكف المقطوعة.
و عند وصول التظاهرة إلى المنطقة التي يقع فيها مقهى الجبور فإذا بأحد رواد المقهى و هو رجل طاعن في السن ينهض من مكانه و ينادي بأعلى صوته ( عمي هذا حرام الله ما يرضى انتو مو مسلمين).
و كاد هذا الرجل أن يدفع حياته ثمناً لتلك الصرخة و بعد أن أخذ التعب مأخذه من حامل الكف الذي ما إنفك عن الصراخ والهتاف و كاد أن يغمى عليه فجلس للإستراحة و قد أسعفه البعض بالماء البارد عندما شاهد المتظاهرين حامل الكف أخذوا بالتفرق إذ مضى كلاً في طريق و تركوه لوحده و هو يسند رأسه للجدار و يغمض عينيه من التعب والإرهاق والكف بين يديه.
ماذا يجيب علماء القانون و النفس و الإجتماع عن هذه الأفعال التي يصعب تصديقها و لم نجد لها مثيل في نظريات علم الإجرام والجهل والتخلف.
مصادر: وكالات – تواصل اجتماعي – نشر محرري الموقع
وكالة تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها
اكتب لنا: iraqhuffpost@gmail.com