ما مصير الكاظمي.. و رجاله؟

هاف بوست عراقي ـ  سؤال يبرز في خضم الأحداث المتسارعة في العراق لصالح قوى الاطار التنسيقي: أين سيذهب رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي؟، وهو السؤال الذي يطرحه تقرير نشرته صحيفة القدس العربي.

يقول التقرير الذي ننشره بصورة مقتضبة: لقد ابتدأ محمد شياع السوداني ولايته بإلغاء كل القرارات التي أصدرها الكاظمي في السنة الأخيرة من ولايته القصيرة، إذ صوت مجلس الوزراء، يوم 1 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، على إعفاء رائد جوحي من رئاسة جهاز المخابرات.

ويعد جوحي أحد أبرز رجال الكاظمي، وقد عينه الكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات قبل ثلاثة أشهر من انتهاء ولايته.

السوداني بدوره، علّق على قرارات تصفية الإدارات الحكومية من رجال الكاظمي بقوله: لا يوجد لدى الحكومة العراقية أي إشكال مع الشخصيات التي تم إعفاؤها من منصبها، إنما هو شأن قانوني اتبعناه حيث يتم تركيز الاهتمام على تكييفه، بناء على ما ورد في الدستور وقرار المحكمة الاتحادية.

رؤساء الحكومات السابقة من إياد علاوي حتى عادل عبد المهدي، بقوا فاعلين في الساحة السياسية بعد انتهاء ولاياتهم الرئاسية، وأدوا أدوارهم رؤساء أحزاب، أو رؤساء كتل برلمانية، أما في حالة الكاظمي، فليس له حزب أو كتلة تقف وراء مشروعه، أو تيار يدعمه، ومن ثم هو اليوم خارج كل الحسابات السياسية، حتى أجل غير معروف.

عمل الكاظمي على ألا يحسب على جهة من الجهات المتنافسة، وبقي يسير طوال عهدته الرئاسية، على حبل مشدود بين صراعات الكتل. وقد توافقت الكتل على اختيار مصطفى الكاظمي ليكون بديلا لعادل عبد المهدي، الذي أطاحت انتفاضة تشرين بحكومته.

  الكثير من الرجال المحيطين بالكاظمي والمستشارين الذين عينهم في إدارته، لم يكن لهم وجود سياسي فاعل سابقا، وقد حاولوا تسويق صورة زائفة في محطات الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، مفادها أن الكاظمي هو مرشح انتفاضة تشرين، دون وجود دليل على ذلك. لذلك تعرض الكاظمي ورجاله لمضايقات وشتائم وتخوين وتشويه سمعة من غرمائهم السياسيين .

رجال الكاظمي اليوم من دون سند حكومي، أو قوة رئيس الحكومة التي يمكن أن تحميهم من انتقام خصومهم، فماذا سيفعلون؟ وأين سيذهبون؟ يمكننا قراءة تفاصيل الحملة التي تشن على الكاظمي ورجاله من تتبع التصريحات والتعليقات التي تطلق، إذ ما إن انتقلت السلطة إلى محمد شياع السوداني، حتى علت أصوات خصوم الكاظمي للنيل منه ومن رجاله، فقد صرحت النائبة عالية نصيف عضو لجنة النزاهة النيابية قائلة: «الكثير من المستشارين قد تورط بالفساد، ومن ثم فإن المفسد لا يمكن منحه مكافأة عند انتهاء مهامه في رئاسة الوزراء، بل ينبغي أن يتم إخضاعهم للتدقيق المالي قبل خروجهم من مستشارية رئاسة الوزراء»، مؤكدة أن «أكثر المستشارين قد تم اختيارهم وفقا لمجاملات سياسية وكونهم تابعين لبعض الأحزاب.

كما أشار النائب عن تحالف الفتح علي تركي، إلى أن دور مستشاري رئيس حكومة تصريف الأعمال والدرجات العليا يكمن في التخطيط، أو التسهيل، أو تنفيذ جميع الصفقات الفاسدة التي ظهرت في الفترة الأخيرة، وما زالت تظهر تباعا.

كما أن بعض التعليقات والتغريدات طالت مصطفى الكاظمي نفسه، إذ غرّدت النائبة حنان الفتلاوي قائلة: رحلت غير مأسوف عليك. سيذكرك التاريخ بصفحاته السوداء أن أكبر سرقات للمال العام والنهب حصلت في وقتك.

 لقد تعرض الكاظمي سابقا إلى الكثير من موجات الشتم والاستهزاء، لكنه الآن يواجه اتهامات بالخيانة، والمطالبة بمحاسبته قضائيا، كما طالبت جهات مقربة من طهران بمنعه من السفر والتحفظ على أمواله المنقولة وغير المنقولة.

كما كشف النائب عن تحالف الفتح عدي عواد عن جمع 150 توقيعا لتقديم طلب إلى رئاسة البرلمان؛ لإصدار قرار منع سفر الكاظمي ووزراء حكومته ومستشاريه لحين إكمال جميع التحقيقات، خاصة في ما يتعلق بملفات الفساد في ميناء الفاو وسرقة أموال الضرائب والجمارك.

 كما أشار بعض المراقبين إلى نقطة مهمة في هذا الصراع، مفادها أن الكاظمي كان رئيسا لمؤسسة مهمة بالعراق هي جهاز المخابرات، ويمتلك من الملفات ما لا يمتلكه غيره، لذلك هناك ضغوط تمارس عليه من وراء الحملة الحالية، وربما إذا وصل الصراع إلى حد التفجر، فإن الكاظمي لن يسكت وسيكشف الكثير من الملفات المخفية؛ لأن الكل بات يعلم أن أحد أبرز آليات العملية السياسية في العراق هو التخادم وطمطمة ملفات الفساد بين الخصوم.

كما يرى بعض المراقبين أن ما يجري من حملة تشويه ضد الكاظمي ورجاله، هو نتيجة تقاربه مع التيار الصدري، خلال الأزمة التي اندلعت بين التيار والإطار، ومحاولة الكاظمي الحصول على ولاية ثانية، لاسيما أن زعيم التيار مقتدى الصدر طالب في إحدى تغريداته ببقاء الكاظمي في منصبه للإشراف على الانتخابات المبكرة المقترحة .

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

مصادر: وكالات – تواصل اجتماعي – رصد وتحرير و نشر محرري الموقع 

وكالة تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اكتب لنا: [email protected]

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments