هاف بوست عراقي ـ عدنان ابوزيد/ الصباح: مع وصول دفعة جديدة من طالبي اللجوء العراقيين إلى هولندا، يبرز تحدي الاندماج لهؤلاء المهاجرين مع المجتمع الجديد المختلف في الكثير من العادات والتقاليد وأسلوب الحياة وثقافة العمل، عما اعتاد عليه المهاجرون في الوطن الام.
وصل جعفر حسين إلى هولندا في بداية العام 2021، ليوضح لـ الصباح ابرز التحديات التي واجهها في المجتمع الجديد وهي “تعلم اللغة”، فعلى الرغم من انه تخرج من كلية العلوم في بغداد، لكنه “يشعر بالحاجة إلى الوقت الطويل لتعلم اللغة بما يؤهله إلى سوق العمل بشكل جيد، واكمال دراسته في الجامعات الهولندية”.
وتكشف علياء الموسوي التي وصلت إلى هولندا بموجب قوانين لم الشمل بعد زواجها من شاب عراقي مقيم في هولندا
عن إن “الطقس هو التحدي الأكبر لها بسبب كثرة الامطار، التي تسقط في أي وقت، كما أن الجو ملبد بالغيوم في اغلب أيام السنة، وهو ما لم تتعود عليه في العراق”، معتبرة، إن “ذلك لا يعني انها سوف لن تواصل مسيرتها في الاندماج، فهي تتابع دروس اللغة وتتحضر لإكمال دراستها الجامعية في العلوم الصحية للفوز بفرصة عمل جيدة”.
وتتحدث الموسوي عن انها “تجاوزت أصعب تحديين تواجههما المرأة العراقية في هولندا، وهو التعود على ركوب الدراجات الهوائية التي تعتبر حاجة يومية لابد منها، فضلا عن الحصول على إجازة سياقة المركبات”.
الباحث الاجتماعي علي الهاشمي، يرى إن “هناك مبالغة في رسم تناقض كبير بين الهوية الثقافية العراقية والأوربية ومع الإقرار بوجود اختلافات، غير إن قدرة العراقيين على الاندماج في المجتمع الأوربي والتكيف مع القوانين، جيدة، وانتجت افرادا ابدعوا في العمل والدراسة”.
وبعض الثقافات والقوانين لم يعتد عليها العراقيون في بلدهم، مثل ارتفاع نسبة الضرائب على السلع والرواتب ومردودات النشاطات الربحية حيث تطبق قوانين النظام الضريبي بصرامة، لم يألفها العراقيون في بلادهم.
كما يتفاجأ العراقي الواصل حديثا، بالأعداد الهائلة من المنظمات الاجتماعية والحقوقية والإنسانية الهولندية التي تتولى مهمة تقديم المساعدة للاجئين لدمجهم مع المجتمع، وهو أمر يحدث بدرجات اقل بكثير في البلاد الاصلية.
ويتحدث الهاشمي عن “حالات قليلة ابلغ فيها العراقيون عن حالت تعصب وعنصرية تجاههم”، مشيرا إلى إن “ذلك وارد الحدوث في اغلب المجتمعات، لكن هولندا في أدنى المستويات في تسجيل حالات العنصرية، خاصة تجاه الأشخاص الناجحين والمتعلمين، وأصحاب المؤهلات الفكرية والعلمية والثقافية والاجتماعية”.
ويعود الشاب جعفر حسين، الى الحديث عن اعجابه “بالتنظيم المجتمعي والاهتمام بالشباب”، معتبرا إن “ذلك لو توفر في العراق لما اضطر الى الرحيل، فهو الان يتمتع براتب جيد من الحماية الاجتماعية يؤهله للتفرغ لدراس اللغة واكمال
دراسته الاكاديمية والحصول على سكن خلال ستة أشهر فقط، فضلا عن الرعاية الصحية، والمراكز الاجتماعية التي تساعده على اكمال معاملاته الإدارية ومراجعاته، وكذلك توفر له إقامة العلاقات والصداقات”.
وهولندا من الدول المضيفة للاجئين لكن الازمة السورية والحرب في أوكرانيا، جعلتها تفرض إجراءات مشددة طلبات اللجوء السياسي والإنساني.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك مصادر: وكالات – تواصل اجتماعي – رصد وتحرير و نشر محرري الموقع وكالة تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اكتب لنا: [email protected] |