(رجل الخشب) رؤية سينمائية عراقية

هاف بوست عراقي ـ 

رند علي الأسود

صرَح الممثل البريطاني تشارلي هونام ( يقولون أن المسرح هو وسيط الممثل ، والتلفزيون هو وسيط الكاتب والفيلم هو وسيط المخرج ، وهذا صحيح حقًا). فالإخراج السينمائي هو تحويل الكلمات إلى منتج سمعي وبَصري قائمًا بذاته ومعبرًا عنها.
وفي هذا الصدد قدَم المعهد الفرنسي في بغداد العرض الأول لفيلم ( رجل الخشب) للمخرج العراقي ( قتيبة الجنابي) ومن انتاج ( علي رحيم) في يوم الخميس الموافق 2023/1/26 ، ويناقش الفيلم قضية اللاجئين الغير شرعيين والملاحقين من قبل السلطات ، وتعتبر قضايا النزوح والاغتراب والمنفى هي القضية الاساسية دأب على مناقشتها الجنابي في افلامه مثل فيلميه الرحيل الى بغداد وقصص العابرين.
حاز الفيلم على جوائز عديدة منها الذهبية من مهرجان طوكيو للفيلم المستقل .والبرونسية من مهرجان أشبيلة السينمائي ، و قد تم عرضه في مهرجانات عديدة كان اخرها عرضه في مؤسسة شومان في الأردن..
الثيمة الأساسية للفيلم هي هاجس الحنين الى الوطن عن طريق رجل الخشب وهو دمية شبيهه بدمية ( بينوكيو) غير إنها من دون انف وفم لكن عيني هذه الدمية وتحركاتها مليئة بالتعبير عن الوحدة والم الغربة والحنين الى الوطن .
وتم تصوير مشاهده في هنكاريا وهو سيريالي بحكاية فنتازية مدته (٧٥ دقيقة) الحوار فيها قليل جداً وباللغة الهنكارية غير إن طريقة التصوير والتأثيرات الصوتية تعكس كل احساسيس رجل الخشب وعواطفه ومحنته مما يؤثر في المتلقي ويدفعه للتفاعل معه .
بثلاث ابطال فقط ( صاحبة المنزل) و ( الحارس) و ( الدمية الخشبية) وحوار بسيط جداً ولغة مكثفة من المشاعر استطاع الجنابي رسم صورة لمعاناة اللاجئين وبرودة الغربة مثل برودة الثلج الدائم الهطول في المشاهد الخارجية للفيلم .
من العبارات المؤثرة جداً في الفيلم هي
( لا احد يولد وهو يحلم أن يكون لاجئ) وهي جملة تعكس معاناة كل الذين اضطروا لمغادرة ارضهم هرباً من الظلم والتعسف والسلطات الدكتاتورية .
تبِع عرض الفيلم ندوة ثقافية من تقديم الناقد السينمائي علاء المفرجي عبرَ فيها صاحب رجل الخشب المخرج قتيبة الجنابي عن رؤيته للفيلم الذي اختار الدمية الخشبية للتعبير عن المهاجر لانه حاول المزج بين مفهوم الشجرة ومفهوم الإنسان الذي يحمل احلامه وكوابيسه وحنينه ليجد نفسه في بيئة غريبة عنه ويعاني من صعوبة التعايش فيها.
قتيبة الجنابي: وُلد في بغداد، ودرس التصوير الفوتوغرافي والتصوير السينمائي في بودابست بالمجر. عمل منتجًا ومخرجًا في العديد من الأعمال التليفزيونية، ومصوراً سينمائياً في الأفلام الروائية. أخرج قتيبة وأنتج أفلاماً قصيرة ووثائقية من بينها (القطار، أرض الخراب، الرجل الذي لا يهدأ أبداً)، وأفلام روائية مثل (الرحيل من بغداد) الفائز بالجائزة الأولى في مهرجان دبي السينمائي، وجائزة الفيلم البريطاني المستقل، وترشح لجائزة سينما من أجل السلام في مهرجان برلين، وعُرض في متحف الفن الحديث في نيويورك. كما أخرج فيلم (قصص العابرين) الحائز على العديد من الجوائز، وجرى تصوير أحداثه على مدار 30 عاماً، وشارك في العديد من المهرجانات الدولية حول العالم.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

مصادر: وكالات – تواصل اجتماعي – رصد وتحرير و نشر محرري الموقع 

وكالة تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اكتب لنا: [email protected]

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments