لماذا يصر جواد الخوئي على التحدث باسم المرجعية؟

هف بوست عراقي ـ  جعفر مشكور:

يصر السيد جواد الخوئي على التحدث باسم المرجعية ، ويعرض مواقف المرجع الأعلى السيد السيستاني في قضايا بالغة الأهمية منها متبنياته الفكرية حول الدين والسياسة ، ويصور جواد الخوئي في تصريحاته المتكررة أن المرجع الأعلى يميل الى الإسلام المدني والطرح العلماني
إن ما يتحدث به السيد جواد الخوئي ، يمس المرجعية الشيعية في الصميم ، فهو يعرضها أمام وسائل الأعلام على أنها منسجمة مع المشروع الأميركي في فكرة [[ الإسلام المدني الديمقراطي ]] والذي يعني تقديم أسلام جديد يختلف في العديد من ثوابته وعقائده عن الإسلام المحمدي ، وهو النسخة التي تسميها الوثائق والكتابات الأميركية بـ [[ الإسلام الأميركي ]]

ومع خطورة ما يتحدث به السيد جواد الخوئي ، فأن أي توضيح لم يصدر من مكتب السيد السيستاني بهذا الخصوص ..
ليس الأمر إهمالاً من قبل المكتب ، فهذا موضوع لا ينبغي أهماله ، وقد وقف المكتب عند قضايا أقل أهمية بكثير من هذا الذي يتحدث به جواد الخوئي ، فأصدر البيانات التوضيحية بسرعة ، فما الذي يجعل القائمين على المكتب يتخذون الصمت مع رئيس مؤسسة دار العلم التي حصلت على دعم مالي جدا ضخم من بيت السيد السيستاني

يتضح الجواب من خلال بعض المعطيات الميدانية ، منها أن السيد محمد رضا السيستاني تلقى عدة ملاحظات وشكاوى من شخصيات شيعية تبدي أستغرابها من تصريحات جواد الخوئي ، وكان جواب السيد محمد رضا السيستاني هو الصدود وقطع الطريق أمامهم ومنعهم من لقاء المرجع الأعلى ، بل أنه يحذرهم من التطرق لهذا الموضوع ثانية ، وأن من غير المسموح به على الاطلاق أيصال ما يقوم به جواد الخوئي الى المرجع الأعلى ..
#ملاحظة : الأشخاص الذين تحدثوا مع السيد محمد رضا ، لديهم كامل الاستعداد للقاء المرجع الأعلى وعرض التفاصيل بين يديه فيما لو حصلوا على لقاء مباشر بدون حضوره نجله ..
يضاف الى ذلك أن السيد منير الخباز قد صرح بشكل واضح بأن السيد السيستاني يتبنى الدولة المدنية العلمانية ولم يصدر عن المكتب إعتراض على كلام السيد الخباز ..
وحادثة أخرى ، أن بعض فضلاء الحوزة توجهوا بالسؤال الى السيد محمد رضا السيستاني قبل ما يقرب من أسبوعين من كتابة هذا المقال ، أستفسروا فيه عن موقف المرجع الأعلى من هذه التصريحات التي تنسب اليه تبنيه لفكرة الدولة المدنية العلمانية ، فكان أن التزم السيد محمد رضا الصمت وامتنع عن أي توضيح ..

تشترك هذه المعطيات بنقطة واحدة ، أن هناك إصراراً من قبل السيد محمد رضا السيستاني على حجب الحقيقة عن المرجع الأعلى ، ورفض المرجع الأعلى بخصوص الدولة المدنية ، في مقابل قبوله بتداول ما ينسب الى والده من أفكار تقف على اختلاف كبير مع توجهات السيد السيستاني وكل مراجع الشيعة ومع الخط الشيعي العام ..

#تنبيه : جدير بالاهتمام ، وهو أن تصريحات جواد الخوئي وتحدثه بأسم السيد السيستاني يجري تداولها والترويج لها من قبل المعارضة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وهي الجهات التي تدعو الى فصل الدين عن السياسة و الانسجام مع المشروع الأميركي الاسرائيلي ..
وبشكل عام فأن مكتب السيد السيستاني ، لم يعد يستنكر مقولات الدولة المدنية العلمانية ، بل أنه صار رائجاً ومعلناً ، وهو ما جعل لها حضوراً فاعلاً في دعم المعارضة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ـ وأخذت هذه المواقف تنتشر وتتسع وتعكسها الوسائل الإعلامية المرتبطة بمكتب مرجعية السيد السيستاني مثل موقع [[ شفقنا ]] ومن ثم يجري تداولها في مواقع المعارضة الايرانية مثل موقع [[ الإصلاحات نيوز الإيراني ]]
وهذا يشير الى أن تطبيقات الأستراتيجية التي طرحتها مؤسسة راند الأميركية حول الاسلام الامريكي ، قد بدأت تأخذ مجالها بشكل سريع ، وأنها صارت مقبولة من قبل السيد محمد رضا السيستاني مدير مكتب المرجع الأعلى ، بل أن الأمر أخذ مستوى أكثر خطورة عندما يتحدث السيد جواد الخوئي مع الجهات المخابراتية الأميركية عن لقاءاته مع السيد محمد رضا السيستاني كما ذكرت ذلك وثائق ويكليكس ..
إن محاولة استغلال اسم مرجع الشيعة الأعلى ، ونسبة أقوال وأفكار اليه من دون علمه تبعث على الخطر الكبير ، فهناك تخطيط وعمل نشط يجري لتشويه مواقف المرجعية ، وهذا ما يضع المثقف والعالم الشيعي أمام مسؤولية امام الله ..

سماحة السيد المرجع:-

اذا كان لا يدري فتلك مصيبةٌ
وان كان يدري فالمصيبة اعظمُ
 

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

مصادر: وكالات – تواصل اجتماعي – رصد وتحرير و نشر محرري الموقع 

وكالة تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اكتب لنا: iraqhuffpost@gmail.com

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments