هف بوست عراقي ـ تحدث مراجعون للدوائر الرسمية العراقية لغرض انجاز معاملاتهم، عن ان زيارات نواب البرلمان العراقي الى مكاتب الوزراء والمدراء والمسؤولين الحكومين تتسبب في تأخير المراجعات والاجراءات الادارية الخاصة بالمعاملات لانشغال مدير الدائرة والمسؤولين فيها بزيارة النائب.
وقال مواطن انه رصد في اكثرة من دائرة حكومية زحمة المراجعين وتوقف اجراءات العمل مثل تواقيع المدير والمسؤولين، بسبب اجتماعهم الطويل مع النائب الذي يصر على الاجتماع بالمسؤول لفترات طويلة، تحت ذريعة الرقابة ومتابعة الملفات.
واعترف موظف حكومي كبير فضل عدم الكشف عن اسمه ودائرته، ان مكوث السادة النواب يطول لساعات واحيانا الى نهاية الدوام الرسمي، فيما تتخلل الحوارات امور شخصية، وحوارات مؤانسة بعيدا عن اصل المهمة.
ولا تخلو مراجعات النواب، من اغراض شخصية، وارسال رسائل باطنية الى المدير، بتنفيذ المطلوب والا تعرض الى المسائلة.
وفي حين يتبادل المسؤول مضطرا احاديث المجاملة، للنائب ، فانه يترك عمله الاداري ليبقى المراجعون دون ترويج لمعاملاتهم او انها تؤجل الى ايام اخرى .
ولفت المراجعون الى ان زيارة النواب الى الدوائر تحولت الى ظاهرة وهم يحملون بايديهم (رزمة من الاضابير ) لينجزوا معاملات تخص مناطقهم او مناطق اخرى .
والمعاملات التي يحملها النواب معهم، هي اما لاغراض انتخابية، او لها صلة بشركات وعقود ومشاريع، ليتضح بشكل جلي ما هي اهداف النائب الحقيقية من الزيارة.
واعتبر خبراء قانون فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم ان تلك الممارسات غير مقبولة من النواب وتضر بالمصلحة العامة وحقوق المواطنين، فيما ينبغي على النواب أن يتحلوا بالمسؤولية والوعي الكافي وألا يسيئوا استخدام نفوذهم لتأخير المعاملات الحيوية التي تؤثر على حياة المواطنين.
وكشف موظف اخر في مؤسسة مهمة في بغداد عن ان العديد من الوزراء ومدراء الدوائر يدخلون في حرج كبير جراء جلوس التواب احيانا لساعات في المكتب فيما يعاني المسؤول من تواجدهم لانه يضطر ان يتحدث معهم في وقت تتكدس المعاملات على منضدته .
ويقترح مسؤولون ان يتم التنسيق مع النواب والمسؤولين للحضور بعد ساعات الدوام الرسمي او في يوم محدد كي لا يشكلوا ضغطا على الاداء والواجبات ومزاحمة المراجعين .
الى ذلك اوضح احد مستشاري القانون الى عدم جواز مراجعة النائب بنفسه لغرض انجاز معاملات الاخرين بل هناك سياقات ادارية عليه ان يتبعها عبر توصية عامة يقترحها او غيرها .
وتحدث محلل سياسي عراقي معروف فضل عدم الكشف عن هويته عن ان البعض من النواب يمارسون الابتزاز، وهو ما فعله النائب السابق هيثم الجبوري على سبيل المثال، وكان كل زيارة له لمؤسسة حكومية تستغرق الساعات من الوقت، مشيرا الى انه بنبغي أن يكون دور النواب في البرلمان العراقي تشريع القوانين والمراقبة والإشراف على الحكومة وليس التدخل في الإجراءات الإدارية للمؤسسات الحكومية وتعطيلها كما يجب على النواب تحمل مسؤوليتهم والالتزام بأخلاقيات العمل السياسي وتحقيق مصلحة المواطنين والدفاع عن حقوقهم بدلاً من تعطيلها وإيقاف تقدمها.
هذا وناشد مواطنون رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وقادة الاحزاب السياسية الى ضرورة توصية السادة النواب بعدم مزاحمة المواطنين في مراجعة الدوائر لان ذلك يقلل من هيبة النائب وكذلك يشكل ضغطا على المواطنين خلال مراجعتهم للدوائر .
كما يجب ان تكون الزيارات مهنية، ووفق السياقات القانونية، وان لا تشكل ضغطا او رسائل غير مباشرة الى المسؤول يشعر من خلالها بالتهديد، فضلا عن هذه الزيارات يجب ان تكون بعيدة عن المصالح الشخصية والحزبية، او لها صلة بوساطات لاشخاص وشركات وجهات.
ينبغي أن يكون دور النواب في البرلمان العراقي تشريع القوانين والمراقبة والإشراف على الحكومة وليس التدخل في الإجراءات الإدارية للمؤسسات الحكومية وتعطيلها. يجب على النواب تحمل مسؤوليتهم والالتزام بأخلاقيات العمل السياسي وتحقيق مصلحة المواطنين والدفاع عن حقوقهم بدلاً من تعطيلها وإيقاف تقدمها.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك مصادر: وكالات – تواصل اجتماعي – رصد وتحرير و نشر محرري الموقع وكالة تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اكتب لنا: [email protected] |