هف بوست عراقي ـ
بارزان الشيخ عثمان
في خضم الاحتفالات النوروزية في اقليم كردستان العراق ،وقعت حكومة الاقليم في مرمىٰ التقرير السنوي لوزارة الخارجية الامريكية حول اوضاع حقوق الإنسان في العالم و كانت حصة اقليم كردستان اكثر من غيرها من المناطق الاخرى .
حيث انتقد التقرير ،معاملة السلطات الحكومية و الحزبية في كردستان حيال الحريات بشتى معانيها و اوضاع المحجوزين و المحكومين في السجون في كافة النواحي (التعذيب الجسدي و النفسي ، المعيشة و حقوقهم في الدفاع عن نفسهم من خلال محامييهم ).
و تطرق التقرير الى كل الصغيرة و الكبيرة ذات العلاقة بحقوق الانسان و لم يثني حتى الاسلوب الشعبوي لبعض الجهات السياسية لتضليل الرأي العام ،لأن هذه الاساليب ايضاً تدخل الى خانة سلب الحريات .
من جانبها نشرت مجلة فورن بولسي الامريكية تقريراً من مراسلها في السليمانية عن الاوضاع نفسها في المنطقة حيث ركز على محافظة السليمانية . و الآن حكومة اقليم تحت وابل من الانتقادات الشديدة، في مجال حقوق الإنسان و الحريات العامة و الفردية و حتى نظام الاداري و القضائي .كل هذه الضغوطات الدولية. تاتي في الوقت الذي حكمت هيئة تحكيم دولية لصالح العراق في نزاع حول قضية متعلقة بتصدير نفط الإقليم بين بغداد وأنقرة .و بموجب الحكم الصادر في محكمة باريس أوقفت تركيا السبت الماضي استيراد النفط من إقليم كردستان .
صحيح ان التقرير السنوي المذكور تخص العالم و منها العراق و اقليم كردستان العراق ،لكن الان المجتمع الدولي بالمرصاد و انظار العالم موجهة لهذا الاقليم ،الذي أنشإ و شكل في ظل القرار الدولي المرقم ٦٨٨ لترى كيف تستجب و تتعامل السلطات في كردستان العراق مع هذه الانتقادات اللاذعة ؟!.
لكن السلطات بدل الامتثال و الاعتراف بالإخفاقات ،بدل المضيء قدماً نحو تحسين و صيانة الحريات و اتخاذ خطوات حقيقية ليست دعائية لاصلاحات الادارية و المالية و التغير في عقلية الحكم من الاقطاعية الى الحضارية و العصرية من اجل تحسين الاحوال المعيشية للمواطنين ،بدأوا باطلاق شعارات رنانة و المزايدات السياسية و التجاهل للضغوطات و عدم اخذ تلك الانتقادات من قبل اصدقائهم و حلفائهم محمل الجد ،بل هم يوجهون انتقاداتهم للمجتمع الدولي المتمثلة بالولايات المتحدة الامريكية و يسبحون عكس التيار .و تصدر الجهات الحكومية في اقليم كردستان تبريرات غير منطقية لدحض كا جاء في التقرير و دون ان تشعر ان هذه السياسات و الاساليب قد ولت زمنها للتستر على الحقائق . حبذا لو يأتي رئيس حكومة اقليم كردستان العراق و يقدم شكره للوزارة الخارجية الامريكية على اصدارها لهذا التقرير المفصل حول العراق و كردستان و يدعو كافة الاطراف السياسية و المختصين و الجهات ذات العلاقة الى طاولة الحوار لتضميد الجراح و سد الفجوات من اجل اعادة الصورة و الانطباعات الماضية التي كانت تعبرها الجهات الدولية حول الإنفتاح و احترام حقوق الانسان في الاقليم و سمعته الشهيرة الناصعة في الحريات العامة و الفردية ، لان الطريق الافضل و الناجح هو الاعتراف بالأخطاء و الإخفاقات و ليس تبادل الاتهام بين الشركاء و الخصوم ،لأن تجربة اقليم كردستان هي مكسب الجميع ليس فقط للإتحاد الوطني الكردستاني و الحزب الديمقراطي و حركة التغير بل هي ثمرة ألشعب ككل . على الحكومة ان يغلق الشباك التي تأتي منه الرياح ، و بالعكس الرياح تهدد بفشل التجربة و لن يشفع احد منا و لن ينجو احد منا سالماً (حكومةً و معارضةً) .132
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك مصادر: وكالات – تواصل اجتماعي – رصد وتحرير و نشر محرري الموقع وكالة تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اكتب لنا: [email protected] |