هف بوست عراقي ـ عدنان أبوزيد: قنصت “دبلوماسية “الحسناوات”، شيوخ عشائر عراقيين، لم يظهروا يوما إلى جانب امرأة عراقية، فهم يأبون الصور حتى مع أخواتهم وبناتهم، وهذا من حقهم، لكنهم ظهروا جذلانين بعدما أعدوا بكرم باذخ، مأدبة إفطار لسفراء غربيين.
ولا اعتراض على اللقاء، قدر استفهامي عما يدور بين السفيرة الامريكية، مثلا ورؤساء عشائر، وما هي المشتركات بينهما، وهل نتوقع قنوات عشائرية للتنسيق، بين عشائر آل أزيرج، وقبائل الكاوبوي الأمريكي، مثلا.
أعيش في الغرب، من عشرين عاما ويزيد، ولم ارصد مواطنا اقام مأدبة لسفير أجنبي، لان أصل اللقاء، غير منتج.
فضلا عن ذلك فان نظرات السفيرة الامريكية الحادة نحو شيخ يأكل بيديه بشراهة، وآخر ملأ فمه بالتمن والقوزي، تعكس نظرة دونية لثقافة مختلفة.
أدعوكم يا شيوخ المآدب المجانية إلى اشباع بطون فقراءكم، ثم اطلب منكم زيارة الغرب، وسترون إن كرمكم هذا لا يساوي عند السفيرة، جرعة سيكارة، فهي لن تستقبلكم في بيتها، بل في مطعم تدفعون تكاليفه بأنفسكم.
شدوا العقال المنفلت، بعدما أتاح لكم نسق الدولة الغائب، أن تظهروا قدرا كبيرا من السذاجة، والتنفيس الدوني للكبت تجاه الجنس الناعم.
انتهى نص الكاتب
سفراء غير مرغوب بهم
ويشير مصطلح “السفراء غير المرغوب بهم” إلى الدبلوماسيين الذين يتم استدعاؤهم أو طردهم من دولة مضيفة، عادةً بسبب احتجاج الدولة المضيفة على سلوك الدبلوماسي أو تدخله في شؤونها الداخلية.
يمكن أن يتم استدعاء السفير غير المرغوب به بعد تبادل الاستدعاءات بين الدول، والتي تمثل تصعيداً للخلافات الدبلوماسية بين الدولتين. وفي بعض الحالات، يمكن أن يتم طرد السفير غير المرغوب به من قبل الدولة المضيفة بسبب سلوك غير لائق أو تدخله في شؤون الدولة المضيفة.
على الرغم من أن استدعاء أو طرد السفراء غير المرغوب بهم يمكن أن يكون عملًا ضارًا للعلاقات الدولية، إلا أنه يمثل أحد الآليات التي تستخدمها الدول للتعبير عن احتجاجاتها وضغوطها الدبلوماسية.
واثار ظهور السفيرة الامريكية في بغداد ألينا إل رومانوسكي الى جانب شيوخ عشائر عراقية خلال وجبة إفطار رمضانية، من جديد موضوع تحركات السفراء الاجانب في العراق والتي لا يجرأون على القيام بها في الدول الاخرى التي تمنع قوانينها وانظمتها الامنية من لقاءات خارجة على السياقات الدبلوماسية المعروقة.
وشهدت المأدبة في مضيف لعشيرة “آل أزيرج”، حضور دبلوماسيين من دول عدة من بينها بريطانيا وكندا وإسبانيا وأستراليا، فضلاً عن السفيرة الامريكية.
واللافت ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اصدر في نهاية اكتوبر الماضي، توجيها جديدا بشأن التعامل مع البعثات الدبلوماسية واللقاء مع السفراء. ووجه السوداني “الوزراء بالتعامل مع البعثات الدبلوماسية واللقاء مع السفراء العرب والأجانب في ضمن السياقات الرسمية بحضور ممثل عن وزارة الخارجية”، مؤكدا ان “على ممثلي الوفود الرسمية مراعاة مصالح العراق في المحافل الدولية”.
وفي 2 نيسان، قالت السفيرة الامريكية ألينا إل رومانوسكي في تغريدة على تويتر: أشعر بالامتنان لمشاركة وجبة الإفطار مع شيوخ العشائر العراقية الذين تعد رؤيتهم مهمه لبناء عراق أقوى ومستقر وأكثر ازدهاراً.
ومقارنة بالاجراءات التركية تجاه تحركات السفراء المريبة، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في ٢ ابريل الماضي إنّ أبوابه مغلقة أمام السفير الأميركي في أنقرة جيفري فليك، وذلك على خلفية لقائه مرشح المعارضة الموحّد في الانتخابات الرئاسية المرتقبة كمال كليجدار أوغلو، فيما قارن ناشطون عراقيون ذلك مع نشاطات السفيرة الامريكية في بلادهم، والتي لم تترك مسؤولا كبيرا او صغيرا الا و زارته.
وقال الرئيس التركي إنّ على الدبلوماسي الأميركي “أن يعرف مكانه”.
وتقول قراءات للحدث ان حضور شيوخ العشائر الى جانب السفيرة الأمريكية يعبر عن ضعف الدولة، حيث باتت العشائر تتمتع بسلطة تمكنها من توطيد علاقتها خارج سياق المصلحة العامة للبلاد.
وقال الشيخ العام لقبيلة “آل أزيرج” محمد الزيرجاوي: قام أحد أفراد قبيلتنا بدعوة السفيرة الأمريكية في بيته، مبينًا أنّ التصرف يمثله شخصًا ولا يمثل قبلة آل أزيرج مشددًا أن العشيرة لا تتبنى مثل هكذا مشاريع.
وترى النائبة عن دولة القانون عالية نصيف، انه من المحزن والمحرج جلوس بعض الشيوخ في مجلس تتصدره السفيرة الأمريكية وتتسيد على الحضور وكأنها أعلى مقاماً منهم، بينما يمتنعون عن الذهاب والجلوس في فواتح النساء من أبناء جلدتهم لأنهم يخجلون من الجلوس في عزاء امرأة.
ويقول رئيس تجمع أعيان الجنوب الشيخ محمد الزيداوي، ان من استضافوا السفيرة الأميركية لا يمثلون الخط العشائري الناصع، مضيفا ان العشائر تنظر إلى أميركا كدولة محتلة وعلى الجميع إدراك مؤامراتها في العراق، معتبرا انها تريد أن تفكك النسيج المجتمعي.
ورصدت عدة تغريدات تقول ان دعوة السفيرة الأمريكية وبعض السفراء إلى وجبة إفطار من قبل بعض شيوخ العشائر قضية مستنكرة وخطوة غير موفقة .
ومنذ سنوات، اصبح لقاء مسؤولين عراقيين كبار ونواب وشخصيات دينية واجتماعية بسفراء أجانب ظاهرة معتادة، وأسلوب لم تألفه الدول الحريصة على أمنها وسيادتها.
ويرى المتابع للشأن العراقي محمد الخدراوي ان السفيرة الأمريكية في العراق تجتمع مع كبار المسؤولين في الدولة كما هو الحال في لبنان وتتدخل في كل كبيرة وصغيرة. 210
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك مصادر: وكالات – تواصل اجتماعي – رصد وتحرير و نشر محرري الموقع وكالة تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اكتب لنا: [email protected] |