هف بوست عراقي – الزمان :
عدنان أبوزيد
ينجحن التشكيليات العراقيات المغتربات في عكس صورة إيجابية للوطن الأم عبر اللوحة، التي تعد أحد المظاهر الهامة للثقافة العراقية، وما زاد من دورهن، تأسيس موقع التشكيليات العراقيات الذي يجمع فنانات العراق في الشتات، بعدما حصدن نجاحات معروفة، مستمدات الوعي من تجارب الشعوب، ومعاناتها وطموحاتها وإبداعاتها. والفنانة التشكيلية العراقية اريج القيسي المقيمة في فرجينيا بالولايات المتحدة الامريكية، تفتخر بدورها كتشكيلية عراقية تعمل على تسجيل حضور فني في الدول المختلفة. وتقول القيسي في حوار مع “الزمان” إن “الارتقاء بالفن إلى المستوى العالمي يتطلب من الفنان الاستمرار في الدراسة والعمل وبدون توقف، معتبرة انه “ليس عيبا ان يقوم الفنان بحضور ورشات عمل لآخرين من أجل إنضاج التجربة”. وترى القيسي أن “لكل فنان اسلوبه وإضافته التي يمكن التعلم منها ويمكن استخدامها لتحسين الاداء الفني”. وتحرص القيسي على حضور ورشات العمل والتعرف على الفنانين، على مختلف مستوياتهم، لان “الجميع تلاميذ في هذه الحياة”، وفق تعبيرها
. تشير القيسي إلى “ازدياد أعداد المعارض المحلية والعالمية وقد زاد ذلك من حرصها على اتباع منهجية المشاركة الفنية في دعم الترويج للأعمال من خلال المعارض”، معتبرة انه “من الجميل انطلاق المعارض الإلكترونية التي انطلقت منذ ازمة كورونا ولا زالت مستمرة”. وتنصح القيسي “بمشاهدة الاعمال وزيارة المعارض لما تشكله من اهمية كبيرة سيما وان المعارض الإلكترونية، سهّلت الامر على المتلقي وساعدت في نشر الوعي الفني لحلقة كبيرة من الناس على اختلاف ثقافاتهم ومواقعهم الجغرافية”.
الحركة التشكيلية في العراق
وترصد القيسي توسعا سريعا تشهده الحركة التشكيلية العراقية. تقول القيسي: “لكن ما يلفت انتباهي ان الفنان العراقي يلاقي اهتماما أكبر وحقيقيا عند مشاركته خارج العراق، و هناك من يقيّم اعماله ويهتم به من أجل انجاز ابداع متواصل”.
المرأة في التشكيل
تتحدث القيسي عن إن “المرأة المبدعة العراقية نجحت مع مجموعة من الرسامات العراقيات وعبر موقع تشكيليات عراقيات من نشر الثقافة الفنية وتعريف العالم العربي والعالمي بشخصيات عراقية تسمو بالذائقة إلى افاق جديدة”. وتنتقد القيسي “غياب الاهتمام الحكومي في العراق بالفن التشكيلي، سيما وان الاعمال الفنية تتطلب دعما ماليا ولوجستيا، ودعائيا، كما تغيب الخطط لتوثيق المنجز التشكيلي”، معتبرة إن “هناك حاجة ماسة لتعريف العالم بالفن العراقي”. وتكشف القيسي عن “مبادرات متواضعة للدعم، لا ترقي إلى الحاجة، حيث تغيب الاستراتيجيات والمناهج، والدعوات والمشاركات العالمية، كما ينحسر الاستثمار في المدارس والجامعات التي تدرس الفن”.
القيسي تؤكد على أن “الفنان يشعر بأهميته خارج البلاد، ولا يحصل على ذات الفرصة داخلها”، داعية إلى “تأسيس لجنة وطنية، تنشر الإنجاز الثقافي والتشكيلي العراقي في الخارج والداخل”.
وتقارن القيسي، عدم الاكتراث بالفن التشكيلي في العراق، بما هو موجود في الدول الاوربية حيث الجمعيات التي تلتزم الفن والفنان، وكلها تعمل بتمويل ذاتي بسبب الأنظمة والقوانين التي تشجع على ذلك، فضلا عن ثقافة العمل التطوعي والمساهمات الفردية من الفنانين، مصحوبا بالدعم الرسمي ما أثمر عن تجارب ناجحة، مشيرة إلى “تجارب مهمة يمكن العمل على ضوئها، وتطبيقها للسعي بالفن الى المستوى المطلوب”. وشاركت القيسي في معارض وتجمعات فنية مختلفة، كان آخرها في السفارة العراقية في أمريكا، فضلا عن معرض في منطقة سكناها حيث تقيم في مدينة فيرجينيا الامريكية، مع مجموعة من الفنانين من عدة جنسيات. تتحدث القيسي عن تجربتها، فتقول إن “الفنان التشكيلي يستخدم ألوانا معينة وتقنيات مختلفة لتصوير مشاهد طبيعية أو معالم تاريخية أو حتى أفراد المجتمع، كما يمكنه أيضًا تجسيد أفكاره الفنية الخاصة بطريقة تعبر عن هويته الفردية والجماعية”، وهو ما تحرص عليه في منجزها. تضيف: “عندما ينجح الفن التشكيلي في رسم صورة حقيقية للبلاد، فإنه يساهم في نشر التراث الوطني، فضلا عن كونه جزءًا مهمًا من الثقافة البصرية للبلاد”
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
190
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |