ترهّل القوى التقليدية ينفضح أمام عنفوان وحيوية التحالفات الشبابية الجديدة

هف بوست عراقي: في الوقت الذي أعلنت فيه احزاب ناشئة عدم المشاركة في العملية الانتخابية، بعدما دب اليأس في صفوفها بان المعركة ستكون خاسرة، مع القوى السياسية التقليدية صاحبة النفوذ والمال، فان كيانات فتية أخرى قبلت التحدي في انتزاع الفرصة من الأحزاب التقليدية المستحكمة على العملية السياسية منذ العام 2003.
وانسحاب بعض الاحزاب الناشئة من العملية الانتخابية، يسهّل تصنيف القوى الجديدة بين كيانات ضعيفة مهتزة الصفوف، وقوى أخرى انسجمت مع بعضها وشكلت تحالفات ستخوض الانتخابات، ويبرز في مقدمتها تحالف الأساس، حيث تُرسم حوله الملامح بانه سيكون الند الأقوى لوحوش الغابة السياسية المعروفة بشراستها، كما تبرز على تلة الغابة تحالف أخرى مثل قيم، والرئاسة.

وتتحدث مصادر من داخل الحراك السياسي للتحالفات الجديدة، عن إن ترك العملية الانتخابية للديناصورات العتيدة، يعني خيانة مبدأ التغيير، وترك اللاعبين التقليديين يفوزون بالنتائج، لينتهي الامر في النهاية إلى لوم وتقريع، فمن يريد إن يغيّر عليه إن يغامر ويدخل المعركة بكل امكانياته، كي تتضح مديات قوته ولكي يطمئن الشارع بان هناك صوتا قويا جهوريا ينادي بالإصلاح ولن يدعو القوى المهيمنة لاسيما الفاشلة والفاسدة من تسيّد المشهد مرة أخرى.

وفي تحالف الأساس الذي رسمه كل من رئيس حزب وتد، محسن المندلاوي، والسياسي الشاب زيد الطالقاني، محافظ حزب واثقون، يبدو واضحا إنهما تركا الخشية السياسية تجاه الأحزاب التقليدية القديمة التي لا تستسيغ الأحزاب الشبابية التي تهدف إلى إحداث التجديد والقضاء على الفساد وتبسيط عملية صنع القرار.

وتتحدث مصادر مطلعة لـ ه ب ع عن إن مبدأ الشجاعة في التصدي، ينطلق من الادراك بإن الأحزاب الشبابية ذات الأفكار الجديدة والحيوية تشكل تهديداً وجوديا لأركان المعبد التقليدي، فضلا عن الوعي بان الزعماء التقليديين يخشون فقدان سلطتهم ومكانتهم وسيطرتهم إذا اكتسبت الأحزاب الجديدة المزيد من الجماهيرية.

ومع اقتراب الانتخابات، فان القوى التقليدية لم يبق لها سوى جماهيرها المؤدلجة، ولهذا تشعر بالقلق إزاء العواقب المترتبة على التحولات الكبيرة في السياسات والحكم وعمليات صنع القرار، ولهذا يفضل حرس العملية السياسية العتيدين، إن تؤول الانتخابات إلى الإبقاء على الوضع الراهن لأنه مألوف بالنسبة لهم من حيث تقاسم الثروة والنفوذ والمناصب، ولا يريدون لطرف جديد أن يشاركهم في هذا.

ومنذ العام ٢٠٠٣، أدى عدم نجاح التغيير إلى تعزيز المحسوبية والشبكات الفاسدة، بعدما وفر الفساد والبيروقراطية سبلًا للمحسوبية والتواصل التي تفيد من هم في السلطة، وهنا ينطلق التعويل على الأحزاب الشبابية التي تهدف إلى القضاء على هذه الممارسات في أن تعطل هذه الشبكات التخادمية، ما قد يؤدي إلى خسارة الموارد والنفوذ بالنسبة للسياسيين التقليديين.

ويتحدث مصدر لـ ه ب ع عن إن أقطاب تحالف الأساس على ثقة في ان التحالف الجديد له أيديولوجيات تتعارض بشكل مباشر مع بديهيات الأحزاب التقليدية القديمة، وهذا الصدام بين الأيديولوجيات يمكن أن يزيد من حدة المقاومة للنظام التقليدي.

ومن خلال التحالفات الشبابية الجديدة، تبرز الفجوة بين الأجيال من حيث وجهات النظر والأولويات والأساليب، وقد ينظر القادة الأكبر سنا إلى الأساليب التي تتبعها الأحزاب الشبابية على أنها متهورة، أو غير مجربة، أو مثالية، وهي تطلق الشائعات بهذا الصدد إلى الحد الذي تقول فيه بان الأحزاب الشبابية هي قوى تخريبية ومراهقة وسوف يؤدي ذلك إلى عدم الاستقرار أو الفوضى كما تروج الماكنة الإعلامية المتنفذة، لكن الاحداث اثبتت عكس ذلك تماما، في أن القادة الجدد يتوفرون على فهم واقعي لتعقيدات الشارع والسلطة.
وفي الخلاصة، فأن مساحات القوى التقليدية تنحسر لصالح التحالفات الشبابية المنفتحة الجديدة.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

3003

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments