هف بوست عراقي ( الحقيقة القاسية.. تجرح) – كتب سلام الحسيني:
إلى الإعلامي مصطفى الأغا : رسالة مني أنا كمواطن عراقي “أصيل” غير تابع للدودة الشريطية الحزبية المرتبطة بالخارج، أكتب لك ولازلت متعبًا، مقهوراً، موجوعًا، محبطًا، من زيارة مقبرة المتظاهرين الضحايا العزل بالأمس في النجف الأشرف الذين أسقطتهم رصاصات هذه الدودة الشريطية الحزبية، أكتب لك بإعتبار أنني مواطن عراقي صديق لهؤلاء الشباب الذين حولتهم رصاصات الأحزاب لقبور صامتة، أكتب لك لتعلم مدى الألم الذي تسببت به لمثلي أنا وأغلبية شعبية متضررة من هذه المنظومة الحزبية الحاكمة بسلاحها وفسادها التي تمثل أقليّة الأقلية.
ياسيد مصطفى هل تعلم أن رئيس الوزراء السوداني رئيس غير شرعي ؟! هل تعلم بأنه مرشح مجموعة أحزاب (سياسية-مسلحة) خاسرة في الإنتخابات ؟! هل تعلم ياعزيزي مصطفى أن السوداني لم يتجاوز عتبة الـ 4 آلاف صوت من أصل 40 مليون نسمة ؟! هل تعلم أنه يملك مقعد واحد ؟! هل تعلم أنه مرشح قوى سياسية تسمى بقوى اللادولة كما يصفها أحد قادتهم الخاسرين قبل خسارته ثم تحول معهم ليحفظ نفوذه بقوى اللادولة المسلحة ؟! هل تعلم أنه مرشح تم التصويت عليه رغمًا على إرادة أغلبية الشعب وعلى دماء أكثر من خمسين عراقيًا متظاهرًا أعزل ورغم ذلك لم يحترم هذه الدماء البريئة وأصر على ترشيحه من قبل هذه القوى دون أن يتراجع حتى ولو مجاملةً ؟!
ياسيد مصطفى، هل سألت السوداني عن الدولار الذي يفتك بنا كعراقيين منذ تسلمه المنصب إلى لحظة لقائك به ؟! هل صارحك بأموالنا المسروقة التي وُصفت بسرقة القرن وأين ذهب المتورطون بها ؟! هل تحدثتم عن تحكم السفيرة الأمريكية “رومانوسكي” بكل مفاصل الدولة بعدما تم الإتفاق مابينهم وأمريكا على تسليم الخاسرين السلطة بمقابل التحكم الأمريكي الإيراني مناصفة ؟! عن كابوس الجفاف في بلاد النهرين، عن الفقر والجوع والعشوائيات والبطالة مثلاً عن المخدرات وشبكاتها ؟! كنت أتمنى منك أن تسأله عن قصة وصوله لمنصب رئاسة الوزراء وماهي الوسائل “الديمقراطية” التي تم استخدامها من القوى السياسية/المسلحة لتنصيبه، طبعًا كان منها دستور المسيّرات ومواد “قانونية” أخرى مهمة كالصواريخ المجهولة والعبوات والكواتم الشرعية، وكذلك مشاكسة البعثات الدبلوماسية بما لذ وطاب من هذه المواد الدستورية القانونية.
تذكرت شيئاً آخر هل فتحت معه حديثًا عن أبراج الكهرباء وشواء المرضى في المستشفيات وكيف تحول المريض لـ “ستيك لحم مشوي” حتى ضاعت ملامحه على أهله وتشابهت الجثث على الباحثين عنها ؟!
السيد “مصطفى الأغا” ماشاهدته عندنا ليس استقراراً حقيقيًا بقدر ماهو رشوة حكومية للنفوس الدنيئة اللاهثة المسلوخة من كرامتها وضميرها لتغليف الخراب والفشل والفساد والدم المستباح، تم الإتفاق عليها مابين المتورطين بها مقابل تقاسم الثروات والمناصب، ستنتهي حالما يتم الإختلاف على الحصص، زيارتك هذه هي أيضاً ضمن هذه الصفقة القبيحة التي يُراد منها تصدير الإستقرار الوهمي المزيف، ماكان على مثلك أن يشترك بهذا الجرم لتكون شاهد زور على حقيقة عراقية مذبوحة من الوريد إلى الوريد بطلها هذه المرة شخص يوصف بالظل تارةً وأخرى بالمدير العام للقوى التي دفعته للواجهة!
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |
2003