هــ بــ عــ – كشفت معلومات عن أسرار الأحداث التي تفاعلت في بوتقة القرار السياسي (الشيعي)، في الأشهر القريبة الماضية، لينتج عنها خليط السم الذي تناوله رئيس البرلمان المطاح به محمد الحلبوسي، مع العسل، وكان يظنّ انه الزعيم الابدي الذي لا يزعزعه أحد.
وكم من سياسيّ تجرّع كأس النهاية، وهو في أشد لحظات انتعاشه، وشعوره بالقوة.
والسؤال عن توقيت الكأس، ولماذا في هذا الوقت بالتحديد، فقد أراد الحلبوسي، تعزيز التمثيل السني في بغداد من نحو الـ ٢٧ بالمائة، إلى نحو الـ ٤٠ بالمائة، مستغلا مقاطعة التيار الصدري، وقوى أخرى محسوبة على التوازن الشيعي، ويمكن تلمس ذلك بوضوح في خطاب رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، في مؤتمر انتخابي، وهو يتحدث عن إشكالية خطيرة، ستتولد اذا ما انطلق قطار المقاطعة، وهو خسارة الشيعة للأغلبية العددية في المحافظات، ذات الطبيعة السكانية المتنوعة، خصوصاً العاصمة بغداد.
واستعد الحلبوسي، لهذا الامر عبر “الدعم السري” لجمهور المقاطعة الشيعي، فيما هو يحرض اتباعه في بغداد والرمادي والمناطق الأخرى على المشاركة بكثافة في الانتخابات.
ووردت إلى القوى الشيعية، ما يفيد ان الحلبوسي، جند الإمكانيات والأموال لحث سكان بغداد الشيعة على المقاطعة.
كما وردت إلى القوى الشيعية المعلومات عن ان الحلبوسي بدأ يحرض طائفيا، في مناطق المنصور والاعظمية، مدعيا ان القوائم السنية التي حصلت على 16 مقعدا فقط، في انتخابات العام ٢٠٢١، ليس عدلا، بسبب التزوير، والاقبال الشيعي على الانتخابات فيما لم يخرج السنة اليها بشكل كبير، ما نتج عنه، ذهاب مقاعدهم إلى القوى والأحزاب الشيعية.
ويشغل السنّة في البرلمان الحالي 73 مقعدا من أصل 329.
استغل الحلبوسي منصبه من اجل ضخ الأموال الطائلة لأجل تعزيز أداء وتمثيل القوى السنية في مركز القوة في بغداد، واستغل المقاطعة الصدرية، من اجل تعزيز زحف القوى السنية على التمثيل السياسي الشيعي، متأملا في ان ينعكس ذلك على التمثيل النيابي والحكومي.
الحلبوسي وفي اكثر من مؤتمر سياسي وانتخابي قال أن نسبة السكان السنة في بغداد تبلغ حوالي أكثر من خمسين بالمائة من إجمالي سكان العاصمة، متهما القوى الشيعية بالتزوير كي تخفض نسبة تمثيل السنة في بغداد انتخابيا، ومعتبرا أن هناك تمييزًا ضد السنة في العملية السياسية.
واعتبرت القوى الشيعية ان الحلبوسي، وفق ذلك، بدأ يضرب على الوتر الطائفي الخطير، من اجل مصالحه، وانه لا بد من إيقافه عند حده، وهو ما حصل.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |