هــ بــ عــ – عدنان أبوزيد
تنتشر ظاهرة النباحية في الاعلام العراقي، على أيدي الأشخاص الذي يلتقطون الفيديوهات غير الواقعية، والمصطنعة، أو يظهرون في الفضائيات، وهم يسوقون الاتهامات للجهات المختلفة من دون وثائق او أدلة دامغة.
ويشمل ذلك اعلاميين، وسياسيين، ومحللين، وأشخاصا مهتمين، وهو يبيعون أفكارهم على طريقة “سوق الهرج” أو “علوة الخضرة”، حيث الزعيق والصريخ، واجبار الزبائن على الشراء بالتوسل والقوة أو بالتذلل.
واستخدم فريق هف بوست عراقي، وصف النباحية، لتمييز طريقة معينة من التعييب الحاد والهجوم الشخصي لتسقيط الخصوم، وغالبًا ما يكون ذلك من دون تقديم أدلة موثوقة أو تحليل دقيق.
وفي الغالب، يظهر هؤلاء متورمين ومتضخمين، ويعكسون انفسهم، مجالدين للفساد، فيما الجهات الإعلامية والسياسية التي يعملون معها غارقة في وحل نهب المال العام.
وانتشرت ظاهرة النباحية في انحاء النوافذ الاجتماعية والإعلامية ومجموعات التراسل، الفوري، وصار لها متابعون، فيما تتصدى فضائيات قليلة لمهمة الحفاظ على مستوى عال من المهنية، والمنطقية، والمسؤولية، مثل فضائية الشرقية، الفرات، على سبيل المثال، لا الحصر، التي تمتاز بالتقنية العالية والانضباط العالي لإعلاميها ومحلليها، بغض النظر عن الموقف من سياساتها.
والاعلام النباحي، لا يخوض الا في تشويه الصورة العامة دون الرجوع إلى الحقائق أو الأدلة الموثوقة.
ويفيد استقصاء اجراه هف بوست عراقي عن ان هذا النوع من الإعلام النباحي، يُفقد الثقة في وسائل الإعلام والصحافة، و يزيد من التوترات والانقسامات في المجتمع ويقفز على المعايير المهنية والأخلاقية والمصداقية والموضوعية في انجرار أعمى وراء الهجوم الشخصي أو التهويل.
ومثال على ذلك، ما ادلى به متابعون، عن إعلاميين عراقيين يمارسون أسلوبًا إعلاميًا ضارًا وغير مهني، يعتمد على الهجوم والتهريج، بدلًا من تقديم المعلومات والتحليلات الدقيقة.
ويتولى هؤلاء الإعلاميون، مهمة التمويه الشامل، معتبرين ان الجهات التي يعملون هي النزيهة الوحيدة في العراق، فيما المعلومات تشير إلى اعتمادهم الابتزاز للجهات التي يهاجمونها، كما انهم دمية رخيصة بيد الجهة التي تمول النوافذ التي يعملون فيها.
ورصد فريق هف بوست عراقي، إعلاميا، ينشر الفيديوهات التي توصله إلى تحقيق أهداف نفعية وارضاء للجهة التي يعمل معها بدلا من كشف الحقائق وخدمة المصلحة العامة.
وأصبحت الفيديوهات والتغريدات السوقية التي ينشرها هذا الإعلامي محل سخرية، فضلا عن انها تلاقي الإهمال واللامبالاة عدا الضحك والسخرية منها.
وقال أحد الإعلاميين: “إن هذا الإعلامي وامثاله يمثلون رمزًا من رموز الفساد الإعلامي، وهو لا يستحق أن يطلق عليه لقب إعلامي”.
وقال كاتب عراقي معروف: “يجب على الجهات المختصة التحقيق مع هؤلاء، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم”.
ويبدو ان الهدف من نشر الفيديوهات النباحية، هو خلط الأوراق، كي يختفي الفاسدون الحقيقيون وراء فيضان هائل من الملفات المفتعلة بشأن الفساد.
ويحتاج العراق إلى سن قوانين صارمة تجرم التشهير والابتزاز الإعلامي وتفعيل هيئة مستقلة للرقابة على وسائل الإعلام وتوعية الجمهور بمخاطر السلوك الإعلامي الضار.
وقال زملاء اعلاميون، ان أسلوب التهريج يمكن ان يتوقف اذا ما حرصت المؤسسات الإعلامية على حصول الإعلاميين فيها على التدريب الكافي في مجال الخطاب، حتى لا تفرّخ الساحة الإعلامية مهرجين جدد.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |