هــ بــ عــ – في تجاذب الاعلام المشبوه والمال، تنطلق رغبات الابتزاز بمظاهر جديدة من الأعمال المشينة، وبدلا من أن يكون البعض من الاعلاميين مرشدين أو مبشِّرين، يُصبحون مبتزين يبحثون عن غنائم على حساب الضحايا.
يواجه الناشط السياسي و”الديني” غيث التميمي، تهمة تسجيل كلام المذيع العراقي حسام الحاج، ثم ارسال التسجيل إلى مدونين على اكس، وفيسبوك ومنهم المدون علي فاضل، لغرض نشره على نطاق واسع، بعدما حاولوا ابتزاز الإعلامي الحاج بمبلغ مالي كبير، وفشلوا في ذلك. الحاج وعدهم بدفع قسط من المال كمقدمة، لكنه اتفق مع القوات الأمنية من اجل القاء القبض عليهم بجرم الابتزاز المشهود.
القصص تتكرر، والمبتز والضحية والوسيط، فاسدون، فكلٌ يُفترض أنه يملك فضيحةً، تُستخدم كسلاح قوي لاكتساب الدولار.
في هذه المعادلة المعقدة، تتلاشى الحقيقة وتندثر الأخلاق، وسط تضارب المصالح وصراع المال. إنها ليست سوى صورة مُشوهة من الساحة الإعلامية التي فقدت طُهرها وشرفها وانحلت في غياهب الفساد.
العراق.. ساحة الإعلام والابتزاز، على مسرح يحتضن أصوات الثعالب والذئاب واللصوص، يتنافس طرفان في سباق الفساد والابتزاز، بل هما متناغمان في تلك الرقصة القذرة على حساب الحقيقة والأخلاق.
المشهد يتشكل بوضوح: عالم الإعلام في العراق لم يعد مجرد منبر للصوت الحر والصادق، بل أصبح وكرًا للمبتزين الذين يتنافسون على نصيب من الجرائم المالية. طرفان يرقصان في حلبة الإعلام، أحدهما يعمل لمصدر تمويل مشبوه، يبحث عن الشرعية ويسعى لتحقيق أهدافه السياسية والمالية. والآخر؟ إنه المبتز، الذي يريد جزءًا من هذه الأموال المشبوهة، ليشتري بقعة صوت وسط هذا الصخب الإعلامي.
مثل هذه الشراذم في الغرف السوداء لم تعد مرآة تعكس الواقع، بل أصبح واحة للمصالح الملتوية والصراعات الخبيثة.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
2961
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |