متاهات الصراعات المتشابكة: شجرة الميلاد كبش فداء من أجل التمديد للخطابي محافظا لكربلاء

هــ بــ عــ  -في أجواء موسم الأعياد، يثير قرار إزالة شجرة الميلاد ومنع احتفالات السنة الميلادية في المدن الدينية في العراق جدلاً واسعاً.

وتنبع هذه الخطوة من مسؤولين يروجون لقرارات تحافظ على الطابع الديني الأساسي للمناطق، لكن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول التعامل مع المناسبات الدينية بشكل عام.

وأثار قرار محافظ كربلاء، نصيف الخطابي، بإزالة شجرة الميلاد من المحافظة ومنع مظاهر الاحتفال بالسنة الميلادية، جدلاً واسعاً في العراق، بين مؤيد ومعارض.

ويرى ناشطون  أن القرار جاء كنوع من “كبش الفداء” الذي قدمه الحاكم المدني الخطابي كي يبقى في منصبه، حيث يواجه ضغوطًا من القوى الدينية في المحافظة.

وبحسب المراقبين، فإن القوى الدينية في كربلاء لها نفوذ كبير في المحافظة، وقد تضغط على القوى السياسية كي يبقى الخطابي في منصبه، سيما وان هناك محاولات لاقصائه بعد الانتخابات المحلية.

ويرى المراقبون أن هذا القرار يعكس أيضاً ضعف الحكومة العراقية أمام القوى الدينية، وعدم قدرتها على حماية حقوق الأقليات الدينية في البلاد.

وبحسب بيان صادر عن دائرة بلدية كربلاء، فإن القرار جاء “للحفاظ على خصوصية ومكانة المحافظة”.

واعتبر المحافظ الخطابي أن “وضع شجرة الميلاد ورفع الزينة في الشوارع العامة يخالف خصوصية كربلاء كمدينة مقدسة”.

و بينما يستقبل العراقيون بفرح المسيحيين في الاحتفالات والمناسبات الشيعية والدينية الأخرى، يتساءل البعض عن تلك الإجراءات المحددة ضد الاحتفالات بالسنة الميلادية. يعتبر البعض أن هذا التناقض يظهر ازدواجية في التعامل مع المظاهر الدينية.

وهناك رأي متفاوت في هذا السياق، فبينما يروج البعض للمحافظة على الهوية الدينية للمنطقة، يعتبر آخرون أن منع الاحتفالات بالسنة الميلادية يشير إلى عدم الانفتاح على تعددية الأديان والتسامح الديني.

ونددت جهات سياسية بموقف الخطابي، معتبرة أنه “تمييز ضد المسيحيين في العراق”. راقيين”.

وأعربت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق عن “استيائها الشديد” من القرار.

وقال رجل دين مسيحي لـ هف بوست عراقي  إن “قرار إزالة شجرة الميلاد هو قرار تمييزي يستهدف المسيحيين في العراق”.

وأضاف أن “الحكومة المحلية في كربلاء يجب أن تحترم حرية الاحتفالات الدينية لكل العراقيين، دون تمييز”.

ويرى مراقبون أن قرار المحافظ الخطابي يعكس تناقضًا في المواقف السياسية في العراق، حيث يرحبون بالمسيحيين حين يشاركون في المناسبات الدينية والشيعية، ويرفضون أعياد الميلاد في نفس الوقت.

ويقول المراقبون إن هذا التناقض يعكس ازدواجية في المواقف السياسية والدينية والاجتماعية في العراق، ويؤدي إلى مزيد من التوتر بين مكونات المجتمع العراقي.

وفي النجف، أعلنت مديرية المرور  عن إعدادها لخطة خاصة بمناسبة احتفالات رأس السنة، فيما نفت تسلمها توجيهات بإزالة مظاهر الاحتفال.

هذا الجدل يسلط الضوء على أهمية تحقيق التوازن بين المظاهر الدينية والتسامح الديني. ويتطلب ذلك إدارة حساسة ومرونة لتلبية تطلعات واحترام مختلف الأديان والثقافات دون التأثير على الهوية الدينية الأساسية للمنطقة.

ويظل السؤال حول حرية الدين واحتفالات الأعياد موضع تأمل وتساؤل فيما يبقى الحل في إيجاد توازن يحترم المظاهر الدينية ويمكن في نفس الوقت للجميع الاحتفال بمناسباتهم الدينية دون قيود أو عوائق.

وتعتبر هذه المناقشات محطة للاعتراف بالتنوع الديني والثقافي في المجتمع العراقي. يجب أن تكون القرارات الدينية محايدة وتحترم تقاليد واحتفالات جميع الطوائف والأديان دون تمييز أو تفضيل.

ويبقى السؤال: لماذا يرحبون بالمسيحيين اذا شاركوا في الاعياد الدينية الشيعية .. ويرفضون هؤلاء، المشاركة في الاعياد المسيحية، والجواب على هذا السؤال، وفق الباحث الديني عماد القصير، يعكس تناقضات وتباينات في التفاعل مع المظاهر الدينية بين مجموعات مختلفة، و يمكن أن يكون هذا بسبب العوامل الثقافية والسياسية والدينية المختلفة التي تؤثر على وجهات نظر الأفراد والمجتمعات، كما يُمكن أن يعكس رفض بعض الأشخاص المشاركة في الاحتفالات المسيحية تشددهم الديني أو اعتقاداتهم الخاصة حول هذه الاحتفالات.

في المقابل، قد يرحب البعض بالمشاركة المسيحية في الاحتفالات الشيعية نظراً لقبولهم للتنوع الديني أو لأسباب ثقافية أو اجتماعية أخرى. وتلك التفاوتات تنعكس في التفاعلات والمواقف تجاه الاحتفالات الدينية المختلفة.

 

2311

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments