رقصة مُهينة للعسكرية العراقية في حلبة السياسة

هــ بــ عــ  – عدنان أبوزيد

تحتاج العسكرية إلى أن تبقى خطًا أحمر غير قابل للتجاوز عندما يتعلق الأمر بالانخراط في الشؤون السياسية، ويجب أن تظل تقانيتها خارج نطاق تأثيرات الأحداث، إذ ظهر رئيس اركان الجيش العراقي، عبد الأمير يارالله، وهو يدوس على العلم الأمريكي بعدما ظهر في وقت سابق وهو يستقبل السفيرة الامريكية في بغداد.
ومن الواجب على أي جنرال عسكري ان لا يمارس اي دور سياسي تلميحا او تصريحا، وفي كلا الحالين، هو على خطأ.

صورتان متضاربتان خلال فترة وجيزة، ما يدل على دولة بلا سياقات، وسلوك وظيفي منفصم، ولسنا هنا في سياق الدفاع عن أمريكا، بل عن الاحترافية العسكرية العراقية.

بين اللقاء بالسفيرة الأمريكية في بغداد والمشي على العلم الأمريكي قصد الإهانة، سلوك متناقض في نظر أولئك الذين يريدون دولة محترمة بسياقات العصر والقانون، وما يحدث هو انتهاك واضح للبروتوكولات الدبلوماسية والتصرفات الرسمية.

نتفهم جيدا أن هذا السلوك قد يكون انعكاسًا لحالة من الاستياء أو الرفض للتدخلات الأمريكية في العراق، وربما يعكس ذلك دعمًا للحشد الشعبي كجهة قوية تدافع عن سيادة البلاد، لكن المواقف يجب ان تكون واعية مدركة للمعنى، وتوفر مساحة احترام العالم للعراق، وليس التصرفات الارتجالية.

السلوك غير المألوف يثير الكثير من التساؤلات حول حالة اللا دولة وغياب السياقات الرسمية التي تضفي الاحترام والتقدير.
وسواء ما حدث مقصودًا أم عفويًا، فانه يمنح أعداء الدولة العراقية فرصة للتشفي بها واظهارها على انها اقطاعيات منزوعة السياقات.

العسكري المحترف هو من يحافظ على تبنيه للمبادئ المهنية دون الانجراف نحو الولاءات السياسية التي قد تعرض مصداقيته واحترافيته للخطر، فلا لقاء السفيرة يخدم العسكرية العراقية، ولا الدوس على العلم الأمريكي.

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

3287

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments