هــ بــ عــ – في خضم مشهد سياسي معقد، رسم رئيس ائتلاف قوى إدارة الدولة، عمار الحكيم، لوحة تحذير بألوان النداء الوطني العاجل، حين حذر من “تسونامي” مالي واقتصادي يتجاوز الحدود العادية ويهدد بأمواجه الساحة الاقتصادية في العراق.
وأبرز الحكيم الواقع المؤلم المنتظر لأكثر من مليون شاب يبحثون عن فرص عمل، مشيرًا إلى التحدي الكبير الذي يشكله تزايد السكان السنوي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في افتتاح الحفل التأبيني الرسمي بمناسبة يوم “الشهيد العراقي” ذكرى اغتيال اية الله السيد محمد باقر الحكيم.
وفي رؤية مستقبلية، يشدد الحكيم على أهمية التعامل الجاد مع هذا التحدي واستثمار هذه الثروة البشرية بشكل فعّال داعيا إلى التفكير الاستراتيجي واستغلال هذه الفرصة لتحقيق التنمية الشاملة، محذرًا في الوقت نفسه من تداول الأزمة بطرق لا تخدم المصلحة الوطنية.
ويتساءل الكثيرون عن كيفية التعامل مع هذا المشهد الاقتصادي الصعب من قبل القوى السياسية التي عليها ان تاخذ تحذيرات الحكيم على محمل الجد، وان تتجاوز صراعاتها البينية نحو مواجهة تحديات البطالة.
و في رحلة السياسة العراقية المضطربة، يعزف عمار الحكيم في كل مرة، دور الناصح الحكيم، يحمل في رسائله نداءات عاجلة ومفيدة، لكن وكما في العادة، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت القوى السياسية ستستجيب لهذه التحذيرات أم ستظل أسيرة لشباك المصالح الخاصة.
الحقيقة المريرة تكمن في أن نداءات الحكيم تكون دائما كالدواء الذي يُعرض للمريض، لكن القوى السياسية ما كانت يوما جاهزة للالتفات لها وترك خلافاتها جانباً من أجل مستقبل يحمل الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
في هذا السياق، يظهر الاحتكاك المستمر بين المصالح السياسية وحاجة الوضع الاقتصادي للإصلاح والتغيير.
والسؤال الملح يبقى: هل تستمر القوى السياسية في تقديم رقصاتها السياسية على حساب مستقبل الأجيال الصاعدة، أم أنها ستخرج من خنادقها لتجيب على نداءات الحكيم وتفتح أبواب التغيير؟.
وفي نهاية المطاف، مثل كل مرة، يتأرجح السياسيون بين معادلة المصالح الفورية وضرورة استجابة مستدامة لتحديات الوقت.
وحذر رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية من “تسونامي مالي واقتصادي” يهدد العراقيين جميعاً، كما شدد على عدم التفريط أبداً بما تحقق في العراق خلال العقدين الماضيين.
ونوه الحكيم الى ان “فلسفة بناء الدولة تقوم عـلى أسـاس تحقیق العدالـة بـین المواطنین، وھذه القیم لایمكن تحقیقھا من دون وجود عـملیة سـیاسـیة مـمثلة لجـمیع أطـیاف ومكونات الشعب على اختلاف انتماءاتـھم وتـوجـھاتـھم الدینیة والفكریة”.
وأضاف، “لقد نجح العراقیون على مدار عشرين عاماً الماضیة في تحقیق ھـذا التمثیل الـمكونـاتـي فـي الـعمل السیاسي على الرغم من المحطات المعقدة والتحدیات الصعبة التي مر بھا العراق”.
وشدد، “لـیس أمامـنا إلا الـنجاح فـي مـسار الـتنمیة والـنھوض الاقـتصادي فـي الـبلاد، في سياق یـتكامـل مـع الـنجاح المتحقق في المسار السیاسي ومن أولى أولويات مسار التنمیة والنھوض الاقتصادي ھو معالجة بطالة الشباب بشكل جذري مستدام، ومن خلال تھیئة بیئة العمل وبناء المشاریع المستدامة وإصدار التشریعات والقوانین المعنية بذلك”.
وقال الحكيم إن “وجود أكثر من ملیون شاب سنویاً يبحثون عن فرصة عمل في بلد تتنامى فیه الزیادة السكانیة عاماً بعد عام، لھو تحـد كـبیر إن لم نـتعامـل مـعه كـفرصـة جدية مـن خـلال اسـتثمار ھـذه الـثروة البشـریـة فـي الاتـجاه والـمجال الصحیح”.
وجدد، “التأكید والتحذير معاً، إن لـم نـبدأ بـتلك العملیة الاقـتصادیـة الشامـلة والـقادرة عـلى صـنع فـرص الـعمل واسـتیعاب قـدرات شبابنا، فإننا سنكون أمام تسونامي مالي واقتصادي يهدد العراقیین جمیعا”.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
2093
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |