بغداد – هف بوست عراقي
دعا رئيس تحرير صحيفة الزمان في طبعتها الدولية في لندن،الدكتور فاتح عبدالسلام، إلى تخليص خيبة الثقافة في العراق من المحاصصة التي نعتها بـ المستنقع الآسن. وأكد في مقاله اليوم ان العراق لم يبق شيء ثابت له قيمة سوى التراث الثقافي والإبداعي لجميع الحقب وقد فشل جميع وزراء الثقافة في الاضطلاع بمهمة من هذا النوع، وتتوّج الفشل مع آخرهم.
هف بوست عراقي ينشر نص المقال لأهميته:
حقيبة من نتاج المستنقع
فاتح عبد السلام
فشل جميع وزراء الثقافة في العراق من دون استثناء، وتتوج الفشل فوق رؤوس الأشهاد مع آخرهم، اذ بات بوجودهم البلد الذي يشكل اسمه المجرد ،عبر اية حقبة تاريخية ،علامة ثقافية نوعية ومشعة، خارج التأثير الثقافي الاشعاعي، لاسيما ان عنوان الحقيبة الوزارية يتضمن “الآثار والسياحة” وهما عنوانان كبيران من عناوين تسويق الثقافة كمنتج عالمي ، كون العراق مهد الحضارات وهو في طور اكتشافات آثارية تعمل من خلالها البعثات الأجنبية، فيما يبدو البلد بعيدا عن الافادة منها في إيصال رسالة العراق الى العالم ، فالعراق بلد رسالي منذ الازل في أزمنة السلم والحرب.
لا يوجد مطبوع واحد له قيمة فنية ومعرفية وتسويقية عن المعالم الاثرية والكنوز الحضارية لبلدنا في وكالات السياحة في العواصم المهمة.
كما لا يوجد مطبوع باللغات الحية، وفي الأقل الإنكليزية والفرنسية والاسبانية في مكتبات العالم، يجري من خلاله نقل النتاج الثقافي العراقي، الى الآخر، دراسات وابداعات وفنونا، لمراحل مختلفة من تاريخ العراق المعاصر في حدود قرن ماض.
لا تقل لي انّ هناك مطبوعاً بلغة اجنبية يصدر فصلياً أو شهرياً، قل لي ما حجم ذلك مع اسم العراق، وما مدى وصوله الى الشعوب الأخرى، وما نوعية مادته.
أمّا الأزياء العراقية التي تستلهم العمق الحضاري لبلاد الرافدين في عروضها عبر مراحل تأسيسها فيكاد العالم ينسى ما قدمت في سنوات التألق بعد انكفاء العطاء ومحدوديته وعدم وجود خطط إعلامية تنهض به كمنتج عراقي له بريقه، كما الأزياء المغربية على سبيل المثال التي تحولت الى علامة ثقافية راسخة في اية بقعة من العالم.
والمجلات الثقافية التي كانت ذات يوم الاسم الذي لا يستطيع تجاوزه، كل شهر، مثقف أو فنان أو أديب أو مفكر في مشارق بلاد العرب ومغاربها، باتت نسياً منسياً، حتى أغلفتها وتصاميمها الفنية تثير الشفقة وتحكي قصة تراجع قاس في الاذواق والإمكانات.
العراق، البلد الذي لم تعد فيه صناعة او زراعة او تجارة الا في العناوين الفارغة، له الثقافة ذخيرة لا تنفد وعنواناً أبدياً لا يجوز أن يكون ، فارغا ومُحبطا وكسيحاً وواهناً كما هو الحال مع وزارة ثقافة ، بات معروفاً انّ من الاستهانة بكل القيم الذوقية والمعايير العلمية والمسارات الإبداعية ان تكون حقيبة من نتاج مستنقع المحاصصة الآسن وما ينجبه.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية.
رابط المقال:
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |