بغداد – هف بوست عراقي
في خطوة تعكس الانقسامات السياسية والطائفية المستمرة في العراق، بدأ بعض العراقيين في استخدام مصطلح “محافظة سامراء المقدسة” للدلالة على محافظة جديدة محتملة، تمثل استنكارًا لاسم محافظة صلاح الدين. يرى البعض في هذا التحول تصعيدًا للتوترات الطائفية، خاصة بعد انتخاب محافظ جديد لصلاح الدين تحت مظلة قوى شيعية.
في حديث مع مدون ينتمي إلى إحدى الفصائل الشيعية في صلاح الدين، كشف عن استخدامه لمصطلح “محافظة سامراء المقدسة” كبديل عن صلاح الدين، وذلك للتعبير عن رفضه لشخصية تاريخية معينة، هي صلاح الدين الأيوبي، والتي تحظى بتقدير واحترام كبيرين من قبل العراقيين السنة.
تضم المحافظة المفترضة، وفقًا للمدون، مناطق متنوعة تشمل سامراء والدجيل وبلد، والتي يشكل مواطنوها الأغلبية الشيعية. ومن الأمثلة على استخدام هذا المصطلح، ما نشره عدد من المدونين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث استخدموا مصطلح “محافظة سامراء المقدسة” للتعبير عن أحداث مختلفة تتعلق بالمنطقة، مثل دعم التظاهرات في بغداد أو استقبال مواكب الحجاج.
يظهر هذا الاستخدام الجديد للمصطلح بوضوح استمرار الانقسامات والتوترات في العراق، ويشير إلى استمرار التفاعلات الطائفية والسياسية في المشهد العراقي.
وكشف الباحث في الشأن السياسي، ياسين عزيز، عن تفاصيل مثيرة تكشف عن وجود ما وصفه بـ “مقايضات” سياسية في العراق، حيث يبدو أن استحداث “محافظات جديدة” يتم على حساب تصويت على مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة.
ووفقًا للمعلومات المتداولة، ستكون محافظة سامراء الجديدة شيعية الطابع، وتشمل أقضية سامراء وبلد والدجيل، مع توسيع حدودها لتشمل مناطق جنوب تكريت وصولاً إلى بغداد، وهو ما يبدو أنها تهدف إلى عزل المدن التي تحتوي على مراقد دينية لتشكل محافظة جديدة بطابع طائفي.
ومن الملاحظ أن هذه الخطوة تأتي بعد انتخاب محافظ جديد لصلاح الدين، حيث شهدت النبرة الطائفية تصاعدًا، وأصدر النائب محمد البلداوي (عضو كتلة الصادقون وشيعي) بيانًا يهدد فيه بالكشف عن الفساد والخيانة في حال عدم تحقيق الشفافية في تعيين محافظ صلاح الدين، مما أثار تساؤلات حول نزاهة عملية الانتخابات ونتائجها.
يبدو أن هذه الخطوات تعكس الانقسامات السياسية والطائفية العميقة في العراق، وتشير إلى وجود تحالفات سياسية تهدف إلى تحقيق مكاسب على حساب المصالح الوطنية، مما يعزز الشكوك حول استقرار الوضع السياسي في البلاد.
وأصدرت كتلة الإطار الوطني (الإطار التنسيقي الشيعي) بياناً شديد اللهجة قالت فيه: “هناك طروحات طائفية مقيتة، ومحاولات وعمل على إعادة إحياء نفس وروح الطائفية الموؤدة بدماء الشجعان، وطروحات تم طرحها من قبل بعض الكتل التي وزنها الانتخابي يساوي أو أقل من الإطار ثقلاً واستحقاقاً في عدد الفائزين تارة، وتارة أخرى يسوقون أنهم جزء من الإطار من خلال علاقتهم بأحد القادة الذي خالف قرار وإرادة الإطار لمنفعة شخصية”.
و حذرت مصادر من أن هذا السيناريو سيدفع القوى الشيعية نحو اتخاذ إجراءات لاستبعاد السنة من إدارة المحافظات التي يكونون فيها الأغلبية.
2800
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |