بغداد – هف بوست عراقي
أثار فيديو للمعمم العراقي شهيد العتابي، وهو يروج لمقويات جنسية، جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. ونشر الإعلامي سالم مشكور مقطعًا يسأل فيه عن مدى تقبل وتأييد المعممين لمثل هذا السلوك. وتباينت آراء المتابعين بين الموافقة والانتقاد اللاذع لمثل هذا السلوك، وتساءل البعض عن الجهة المسؤولة عن ضبط سلوك بعض المعممين والحفاظ على هيبة الزي الديني.
وكتب رجل الدين أحمد الغالبي قال: قطعًا لا يعقل ذلك! وهو من نكبات الزمان التي يمر بها المتشرّعة.
ولكن ينبغي أن يعلم أن هذا الرجل متطفّل على الحوزة العلمية وزي رجالها المحترم فلم يثبت عندي انه حضر درس واحد في باب مدينة علم رسول الله (صلى الله عليه واله) النجف الاشرف، وهو من قال ذلك في احد مقاطعة المنتشرة، بل عرف كلمتين اخذهما من احد السادات في جامع المنطقة، فهو لا يعلم كثير السلوكيات الأخلاقية التي ينبغي بل يجب أن يتخلى بها رجل الدين
بهاء الكناني انتقد العتابي وأكد أن الدين يجب أن يظل مقدساً، وأن السلوك اللاأخلاقي لبعض الأفراد يؤثر سلباً على سمعة الدين.
أحمد محمد أشار إلى أن بعض المعممين لا يتبعون سلوكاً دينياً منضبطاً، ولا يتولى أحد ضبط سلوكهم بسبب عدم انتمائهم لأحد الهيئات الدينية.
أحمد الغالبي أكد على أن مثل هذه التصرفات تعد نكبة للزمان، ورأى ضرورة وجود رقابة فعالة لمنع تحول الدين إلى وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية.
Abbas Shakir Altemimi أشار إلى أن كل شخص يجب أن يتحمل مسؤوليته، وعبر عن استيائه من عدم صدور تنبيهات من الحوزة الدينية بشأن مثل هذه التصرفات.
وتعكس تعليقات المشاركين في الدردشة، تنوع الآراء والمواقف حيال ضبط سلوك المعممين، وتبرز الحاجة الملحة لوضع آليات فعالة لمراقبة هذا السلوك ومنع انحرافه عن المعايير الدينية والأخلاقية.
وظاهرة المعممين الجهلة الذين يروجون للخرافات ويعملون على تجهيل الناس تعتبر ظاهرة خطيرة تتسبب في تشويه صورة الدين وزيادة الانقسامات والتوترات في المجتمعات. ويتعامل هؤلاء المعممون بطريقة غير مسؤولة مع المسائل الدينية، حيث يستغلون العمامة لنشر الأفكار المتشددة والمتطرفة دون أساس علمي أو ديني.
وقال الباحث العراقي المقيم في لندن، عدنان أبوزيد، أن ظاهرة المعممين الجهلة ليست محصورة في بعض الثقافات أو الديانات، بل تعبر عن ظاهرة عالمية تعاني منها العديد من المجتمعات في مختلف أنحاء العالم. وتشكل هذه الظاهرة تحدياً كبيراً للسلام المجتمعي والتنمية الشاملة، حيث تؤدي إلى انقسام المجتمعات وزيادة الصراعات الداخلية.
وأضاف: من الناحية الاجتماعية، يؤدي دور المعممين الجهلة إلى تشكيل فجوات بين مختلف شرائح المجتمع، فهم يؤثرو سلباً على التعايش السلمي والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات المختلفة.
ومن الناحية الثقافية، يعمل المعممون الجهلة على ترويج الخرافات والتصورات الضالة، مما يؤدي إلى تشويه صورة الدين في أذهان الناس وإلى انحرافهم عن القيم الحقيقية والمعتدلة التي يجب أن يعيشوا بها.
للتغلب على هذه الظاهرة، يجب تعزيز الوعي الديني والثقافي بين الناس، وتعزيز التعليم والتثقيف حول المفاهيم الدينية الصحيحة. كما ان على السلطات الحكومية والمرجعيات الدينية، ردع هؤلاء.
وتُعتبر ظاهرة تكلم الشخص في مجال ليس اختصاصه من الظواهر الاجتماعية التي يمكن أن تظهر في مختلف المجتمعات، وقد تكون لها آثار سلبية على الفهم الصحيح للمعلومات والمفاهيم.
وأحد الأسباب الرئيسية لحدوث هذه الظاهرة هو الافتقار الى التواضع المعرفي والغرور العقائدي ما يؤدي إلى إطلاق تصريحات غير دقيقة أو حتى خاطئة. ومن هنا، يترتب على ذلك انتشار المعلومات الخاطئة والتضليل في المجتمع.
تزداد هذه الظاهرة عندما يشعر الفرد بالثقة الزائدة في قدراته ومعرفته، مما يجعله يتحدث في مواضيع ليست خاضعة لاختصاصه دون تقدير للمعرفة المتخصصة التي يتطلبها ذلك المجال. وقد ينجم عن هذا التصرف زيادة في الارتباك والالتباس في أذهان الناس، خاصة إذا كان المتحدث يمتلك مكانة اجتماعية أو سياسية تجعل الآخرين يأخذونه بجدية دون التحقق من صحة ما يقول.
من الضروري أيضًا أن ننظر إلى تأثير الوسائط الاجتماعية والتكنولوجية في تفاقم هذه الظاهرة. ففي عصر الإنترنت والتواصل الاجتماعي، أصبح من السهل على الأفراد نشر آرائهم ومعرفتهم في مجالات متعددة دون أن يتحققوا من صحتها أو دقتها، مما يزيد من انتشار المعلومات الخاطئة.
من الواضح أن ظاهرة تكلم الشخص في مجال ليس اختصاصه تحمل آثارًا سلبية على المجتمعات، ويجب على الأفراد أن يكونوا حذرين ومدركين لحدود معرفتهم وخبرتهم قبل التحدث في أي موضوع. كما ينبغي على الجهات المعنية في المجتمع، سواء كانت حكومية أو غير حكومية، العمل على تعزيز الوعي بأهمية الاختصاص والمعرفة العلمية، وتشجيع النقاش البناء والمسؤول.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |
2059