رقصات سرية مع رومانوسكي تكشف العنتريات السياسية.. وطاولة المفاوضات عليها أبر تخدير لا ملفات

بغداد – هف بوست عراقي

أكد المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي لمحاربة داعش إيان مكاري، إنه ليس هناك خطة حالياً لانسحاب القوات من العراق. وقال في مقابلة مع قناة “الحرة”، أن “هناك مباحثات مستمرة لإقناع العراق بضرورة استمرار التحالف”،.

وكتب عدنان أبوزيد: في ردهات السياسة العراقية يتراقص النفاق، ويلمع في فترة الصراعات ثم يتلاشى في رياح التسوية.

صدى الأقوال والخطابات العنترية، بالانسحاب الأمريكي من العراق هو محاولة لصنع الانتصار السياسي الوهمي، بينما هو في الواقع هزيمة استراتيجية، لان أمريكا ببساطة لن تنسحب من بلد، نظامه من صنيعتها، و ما تخفيه أبواب السلطة وراء الستارة ليس الذي تبثه هذه السلطة في أروقة الرأي العام.

انهم يزرقونكم أبر تخدير.

كانت هناك أصوات تهديدية وتوعدية تشدو ، بعد حادث القصف الأمريكي على مطار بغداد 2020 منذ اغتيال الجنرالين، واطلقت، وقتها، أجندات الغضب والتصدي للوجود الأمريكي في العراق، والنتيجة .. قبض في الريح.

الوعود الانتقامية تنهال كالمطر، في كل حادثة اغتيال، وعهد وقسم بإقفال السفارة الأمريكية يُزهر في حدائق الخطابات، لكنها سرعان ما تتلاشى، في صدى النسيان، وما كان يومًا توعيدًا ثقيلاً، أصبح مسألة تجاهل، بل مصافحات و”تبويس” مع السفيرة.

لقد فقدت الوعود الثأرية مجراها، نحو الاستسلام المريع، والسبب، أن امريكا هي التي تتحكم في البندقية والدولار وبقاء النظام.

نحن في حقبة مصالح المقاولات والعيش المنعّم، اما التصدي فهو من باب إسقاط فرض.

سوف تستمر القوى السياسية أنغامَ العداءِ والوعيد بوتيرةٍ عاليةٍ تجاه السفارة الأمريكية في بغداد، لكن خلفَ الأبوابِ المُغلقةِ وبينَ جدرانِ السرية، يُتبادلُ الحوارُ، وتُوقّع أوراقَ التواصل.

انهم يعزفون لكن هذه الانغام المتحدية والمفاوضات المثمرة ليس لإقناعكم بل كي تناموا على موسيقاها.

وسط أصوات النفاق والكذب وأقنعة السياسة، فانّ دماء أي قصف جديد لبغداد، سوف تُداس، فلا قوات ستنسحب، ولا سفارة ستغلق، و سيتواصل الرقص مع السفيرة على أنغام سيمفونية المصالح..

تذكروني.

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)