بغداد – هف بوست عراقي
عدنان أبوزيد
في لحظات الصمت العميق تتجلى الحقائق المريرة، وفي زمن الفساد والظلم، تظهر شخصيات تتحدى النظام بكل جرأة وثبات.
تلك المرأة، حمدية الجاف، مديرة المصرف العراقي للتجارة السابقة، تحولت إلى رمز لحرية وعظمة الفساد التخادمي الذي لن يوقفه أحد.
أقدم لها الاحترام والتقدير، فكلما مرّ الوقت زادت نظارة وشبابا، وارتفعت ثروتها أكواما، وكأنها تقول لكم: اتحداكم.
على وقع الانتظار المطول للعقاب، تيأس الجماهير العراقية ما ستسفر عنه الأيام، وماذا ستكشف التحقيقات، فـ17 ملفاً يتراقصون في دوائر القضاء، ينتظرون قرار العدالة، بينما الأموال التي نُهبت تبحث عن ملجأ للتمويه، لترفع هذه المرأة الشجاعة علامة الانتصار.
أن البطولة والشجاعة في زمننا هذا هو نهب المال العام بكل صلف لان الحارس بليد وفاسد أيضا.
حمدية الجاف لم تكن مجرد مسؤولة مالية، بل كانت رمزًا للأبناء الشياطين من رحم نظام فوضوي.
لقد تحدّت القيود وأذلت السلطة، وبفضل دهاءها وجرأتها، نجحت في التفلت من شباك العدالة، مثلما فعل آخرون قبلها،
ومن المحزن أن يظل الشعب جبانا، يشاهد الوضع بصمت.
في ظل الهمسات والانتقادات، تبقى حمدية الجاف كالعلم الذي يرفرف في سماء الفساد، بعيدة عن العدالة والمساءلة.
ورغم التهديدات والتحذيرات الدعائية، من النزاهة والحكومة، تظل محمية ومطمئنة، ترتقي برأسها عالياً في عالم الفساد ، وكل ذلك يجعل منها شخصية لا تنسى في تاريخ البلاد، تعيش في ذاكرة الشعب كمثال على السارق الحر الطليق، مثل نور زهير الذي لا يزال حرًا ويتجول بين قصور الفساد، فعلى الأقل ان حمدية الجاف في خارج البلاد، ما قد يقدم عذرا عن سبب عدم اعتقالها.
أنا أحب حمدية الجاف، كثيرا.
2846
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |