السوداني يوبّخ أحمد الأسدي.. اقصاءه خلال التعديل الوزاري القريب.. مرجّح

بغداد – هف بوست عراقي

كتب ع أز: كشفت معلومات خاصة من مصدر مقرب من رئيس الحكومة العراقية، محمد السوداني، عن وقوع توتر حاد بينه وبين وزير العمل، أحمد الأسدي، بسبب تصريحات الأخير حول إعلان تحالف انتخابي بينهما.

ووفقًا للمصدر، فإن السوداني نهر الأسدي ووبخه بشدة بسبب تصريحاته، مما دفع الأسدي إلى الإعلان عن أنها كانت تصريحات عفوية، في محاولة للتخفيف من حدة الوضع.

ويُعتبر الأسدي من بين الشخصيات التي توجه اليها أصابع الاتهام في استخدام موارد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في الدعاية الانتخابية، حيث بنى داخل الوزارة هيكلًا عميقًا يعمل على الترويج والاستعداد للانتخابات باستغلال إمكانياتها.
وقد يكون هذا الاستثمار غير القانوني، لإمكانيات الوزارة، من دوافع غضب السوداني على الاسدي، بعدما وجد نفسه محرجا امام تصرفات وزير في حكومته.

وبدأت ترصد فعاليات إعلامية وتصريحات دعائية، بعضها فجة ومكشوفة، مع اقتراب موعد انتخابات مبكرة مرجحة.

وإعلان تحالف انتخابي بين رئيس الحكومة ووزير العمل كان سببًا في هذا التوتر، حيث يبدو أنه كشف مشروعا سريا، الامر الذي احرج السوداني، مما يظهر توترًا داخل الحكومة وبين أحزاب التحالف.

انتخابات مبكرة في بداية 2025 والاستعدادات لها بالدولارات والتحالفات وموارد الدولة وقال مصدر سياسي لـ “هاف بوست عراقي” إن مشروع الانتخابات المبكرة في العراق أصبح واقعًا بسبب الظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد. وأشار المصدر إلى عدة عوامل تساهم في هذا القرار، من بينها تأزم العلاقة مع إقليم كردستان، والعودة المرتقبة لتيار الصدري، والاستخدام البشع لأموال الدولة في حملات الترويج والتلميع والتطبيل.

وكشف المصدر عن ان ابرز الذين يستخدمون مقدرات الدولة في الدعاية الانتخابية هو وزير العمل احمد الاسدي، فيما يروج أعضاء ومؤسسي تيار الفراتين لأنفسهم عبر المشاريع الحكومية التي يفتتحها رئيس الوزراء محمد السوداني الذي يخشى الانتخابات المبكرة، ما جعله يندفع نحو مسعود بارزاني، فيما وزير الإسكان والاعمار بنكين ريكاني، بات ساعي البريد السري، بينهما خلف الكواليس، حيث يرى السوداني ان انسحاب الكرد من العملية السياسية يعني سقوط حكومته.

ولم يعد الوقت يسمح باستمرار مقاطعة التيار الصدري للعملية السياسية، كما ان العملية السياسية لن تتحمل مقاطعة الحزب الديمقراطي الكردستاني لها.

ولأول مرة، تناقش قوى وشخصيات سياسية، بشكل جدي مشروع الانتخابات المبكرة حتى بين قوى تحالف إدارة الدولة.
ويعجّل من التبكير بالاقتراع، تقارب خلف الكواليس بين ائتلاف دولة القانون والتيار الصدري، اللذان يتفقان على تعديل قانون الانتخابات، وغلق الباب أمام قوى جديدة تريد تعزيز رصيدها من استغلال مواقفها التنفيذية في الدولة.

ولا تستبعد مصادر هف بوست عراقي بان الانتخابات ستفتح ابوابها في أوائل عام 2025 فيما يتخوف رئيس الوزراء محمد السوداني من ذلك.

ويدرك السوداني وتيار الفراتين ذلك، لذلك كثفا الدعاية الإعلامية خلف الكواليس، بشكل لم يسبق له مثيل في الحقب السابقة، بان السوداني الشروقي، وفق تعابيره مناصريه، راعي حقبة الاعمار لأول مرة منذ ٢٠٠٣ .
وقال رئيس الحكومة الأسبق، نوري المالكي، ان على المسؤول التنفيذي الاستقالة قبل ستة اشهر اذا أراد المشاركة في الانتخابات.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر سياسية موثوقة، بأفكار متقاربة تماماً، عن استعدادات لرئيس الحكومة، محمد السوداني، لخوض غمار الانتخابات القادمة، ولم يقتصر جهده على استخدام صلاحياته كرئيس للوزراء ومشاريع الدولة في سبيل تحقيق أهدافه الانتخابية فحسب، بل قام أيضاً بتشكيل فريق دعائي يعمل في الخفاء على تسويق شخصه وبرنامجه الانتخابي بكل دقة وجرأة.

هذا إلى جانب تشكيل فريق سياسي، يتعاون مع مختلف التيارات السياسية، سواء كانت سنية أو شيعية أو كردية، بهدف الوصول إلى تحالفات سرية تهدف إلى إزاحة القوى الشيعية التي قامت بتعيينه رئيساً للحكومة.

وهذا الأمر، الذي لم يكن في حسبان السوداني يوماً مضى، يعود إلى الجماعات التي من حوله، والتي أوحت له بأن إنجازاته تاريخية وشعبيته متزايدة، وهو الأمر الذي كان بعيداً تماماً عن تصوراته اليومية.

وعلى الصعيد الخارجي، يعول السوداني على الدعم الأمريكي بنفس القدر الذي اعتمد عليه سابقه، مصطفى الكاظمي. وقد حقق السوداني الرضا الأمريكي، لاسيما بعد توقف الهجمات المسلحة على القواعد الأمريكية، ما يعتبره فرصة مهمة لتحقيق النصر على الشركاء، في الانتخابات القادمة.

وفي معادلة أكبر من الحسابات السياسية اليومية، يعول السوداني على الأقدار أيضاً، فبمجرد غياب القادة الكبار بسبب الموت أو المرض، “لا سامح الله” فانه يعول على فرصة عظيمة للظهور كزعيم لا ينافسه أحد، والسيطرة على الساحة السياسية بكل قوة وثبات.

ومن تصريحات السوداني الأخيرة لقناة العربية، يظهر تطلعه الملموس للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، مما يشير إلى عزمه على عدم التراجع والتلزيم بشرط الإطار الذي يمنع المشاركة السياسية.
وبينما اضطر الكاظمي إلى التخلي عن حزبه بسبب التهديدات الموجهة له من الإطار بأن ذلك يمثل خطاً أحمراً، فإن التحالف الحاكم في العراق يبدأ برسم خارطة للمقاعد الشيعية المحتملة التي ستنشأ عن الانتخابات البرلمانية القادمة، من دون السوداني الذي قد لا يجد مكاناً له يليق بتطلعاته في البقاء رئيساً للحكومة.

يروج أنصار السوداني، الذين بدأوا يتحدثون بأقل قدر من التحفظ، بأنه سيقود تحالفاً واسعاً سيحكم على أكثر من ثلث المقاعد الشيعية، وهذا يعتبر أحد الوسائل التي يعتمدها السوداني للترويج لمشروعه السياسي.
وقد كشف النائب مصطفى سند عن إنفاق مبلغ يبلغ 650 مليون دينار شهرياً على صفحات فيسبوك تروج لإنجازات يزعمها السوداني، وهو ما يلقى الضوء على استراتيجيته الدعائية المدروسة.

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

2300

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments