بغداد – هف بوست عراقي
عدنان أبوزيد
في عراق متلاطم، تتقاطع فيه الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، تلتهمُه أمواج الشدة والتوتر، تعمل القوى الحاكمة في هذا السياق بلا هوادة، تتلاحم في استراتيجية الاحتفاظ بالسلطة، وتتجلى حركتها بمنطقية تقتضي البقاء على قمة الهرم السياسي، سعيًا للبقاء في مكانها المرموق على حساب متاعب وألم الشعب.
تعمل القوى الحاكمة بلا هوادة على استراتيجية الاحتفاظ بالسلطة بعد إزاحة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي عن منصبه المحسوب على انه من خارج منظومة الحكم الموثوقة المتحالفة مع ايران.
والقلق الأساسي لهذه القوى هو تكرار سيناريو هروب نظام صدام حسين أمام الغزو الأمريكي، لذلك بدأت تعتمد براغماتية مفضوحة لتجنب الفرار الكبير، لكنها براغماتية سلبية، تؤثر على سيادة العراق واستقلاله، وذلك من أجل الحفاظ على الكرسي والثروة المكتسبة.
نالت القوى الحاكمة في العراق ثراءًا لا يصدق، حيث تمسك بالسلطة والثروة بكل التكاليف، دون الاهتمام بالمبادئ والقيم.
وتوقف استهداف القوات الأمريكية من أجل عدم فقدان السلطة، كما ستزداد الضرائب على الشعب لإرضاء صندوق النقد الدولي. وتحول العراق اليوم إلى بلد يعيش على القروض ويُستهلَك من قِبَل الطبقة الحاكمة.
على الرغم من مرور ثلاثة عقود، إلا أن سلاح الجو العراقي يعاني من أسوأ حالاته، وعقود التسليح الفاسدة لم تتمكن من بناء جيش قوي. ولكن يبدو أن كل هذا ليس سوى تضحية للبقاء في السلطة.
تعتمد الطبقة الحاكمة في العراق استراتيجية الاحتفاظ بالكرسي والثروة، مهما كلف الأمر. وهي تخشى فقط من عودة تظاهرات تشرينية جديدة سوف تطيح بها، ولذلك قامت بالتوظيف العشوائي الذي سيؤدي إلى تدمير الاقتصاد العراقي.
تحول العراق الى بلد وظائف عشوائية وتجنيد سريع لإرضاء الشباب الثائر بدلاً من العمل على مشاريع التنمية وإعمار البلاد.
أشار النائب مصطفى جبار سند إلى أن السياسيين الشيعة تتملكهم عقدة تجديد الولايات الثانية، وأن رئيس الوزراء الحالي، تعرض للاستغلال من قبل اللوبي الضاغط في واشنطن لتحقيق نجاح زيارته إلى واشنطن، وقد استجاب لذلك عن طريق تسديد المبالغ المالية المطلوبة لكردستان، وإيقاف الهجمات على القوات الامريكية في العراق. وكل ذلك من اجل الحفاظ على الدعم الأمريكي للقوى النافذة في العراق.
القوى الحاكمة في العراق، شيعية وسنية وكردية، تستخدم استراتيجية الحفاظ على السلطة عن طريق الاستغلال السياسي والاقتصادي، ويتم توزيع المناصب الحكومية بناءً على المحاباة السياسية بدلاً من الكفاءة والاستحقاق وكل ذلك من أجل ترضية نخبوية لن تصمد طويلا أمام غضب شعبي مرتقب.
المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
3455
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |