تحالف المال الفاسد والخرافة السياسية: فاضل الدباس يموّل أحمد الأبيض

بغداد – هف بوست عراقي

كتب عدنان أبوزيد: كشفت مصادر سياسية في بغداد والعاصمة الأردنية، عمّا يتعلق بمصدر تمويل المحلل الخرافي الشعبوي أحمد الأبيض، وفقًا لوصف المصادر. وقد قدمت تلك المصادر تبريرًا لهذا الوصف، نظرًا لأن الأبيض يُعتبر كتلة هلامية من التصريحات الكاذبة والنبوءات غير المتحققة، والتحليلات التي لا تستند إلى أسس علمية بل تعتمد على خرافات سياسية وترهات. ولذلك، يستحق هذا اللقب بكل جدارة، مع التحفظ من قبل هف بوست العراقي على تلك الوصفة.

وكشفت المصادر أيضًا عن أن فاضل الدباس، الذي تسبب في مقتل آلاف العراقيين بواسطة استيراد المتفجرات المزيفة والفاشلة، وصاحب الاختلاسات الكبيرة من المال العام بتأكيد هيئة النزاهة، يقوم بتمويل أحمد الأبيض بمبلغ شهري، بشرط أن يستوعب هذا المحلل السياسي (المرتزق)، توجيهات الدباس. ويتحفظ هف بوست عراقي على مفردة “المرتزق”.

وما يزيد على ذلك، أفادت المصادر، أن الدباس قام بشراء الأبيض بمبلغ ضئيل، بعدما فشل الأبيض في إيجاد مكان له بين القنوات الفضائية المحترمة والمهنية، وانخفض مستواه من خلال عروض الفيديو ذات المحتوى الرديء والصنعة الضعيفة ومشاركاته في القنوات الهابطة.

وتمكنت مصادر سياسية موثوقة في بغداد والعاصمة الأردنية، عمان، من الكشف عن تفاصيل مثيرة تتعلق بمصدر تمويل السياسي أحمد الأبيض، وتورطه في صفقات مشبوهة. ووفقًا لتلك المصادر، كان الأبيض يعتمد على مبالغ طائلة من رجل الأعمال فاضل الدباس، الذي كان يعرف حجمه واستغل هذا الأمر لتوجيه الأبيض وتوجيه (خزعبلاته) إلى الاتجاه الذي يرغب فيه.

لفهم السياق الكامل، يجب التعريف بفاضل الدباس. إنه صاحب صفقة جهاز كشف المتفجرات المزيف الذي تسبب في مقتل المئات من العراقيين. ومنذ عام 2003، حقق الدباس أرباحًا طائلة من خلال نهب المال العام من خلال العمولات والصفقات والعقود الفاسدة، وأبرزها صفقة سونار المتفجرات المزيف. ويمتلك الدباس وشقيقه علي الدباس قناة “هنا بغداد” وعقارات بقيمة ملايين الدولارات في عمان وبيروت وبغداد.

السر وراء هذه الثروة الهائلة تم الكشف عنه في عام 2023، حينما أعلن القاضي حيدر حنون عن استرداد 6 مليارات دينار من مصرف المتحد لصاحبه فاضل الدباس، إلى جانب 5 مليارات دينار من هيثم الجبوري، وذلك من أصل 96 مليار دينار عراقي. ويعد هذا المبلغ مثالًا واحدًا على المليارات التي اختلسها الدباس بطرق غير مشروعة من المال العام العراقي. وهذا يفسر كيف استطاع الدباس أن يؤسس فضائية ويشتري تبولات سياسية مثل الأبيض وغيره من أجل ترويجهم سياسيًا وتحقيق مصالحه.

وفي عام 2022، سعى علي الدباس، رئيس مجلس إدارة المصرف المتحد، إلى التوسط لإغلاق قضية الأموال التي تطالب بها وزارة التجارة وصندوق دعم التصدير، بهدف التهرب من المسائلة، تمامًا كما تمكن شقيقه فاضل الدباس من الفلتان في قضية أجهزة كشف المتفجرات.

,على مدى سنوات عديدة، بقي فاضل الدباس وشركته “واحة البادية” ومصرفه “المتحد للاستثمار” محصنين ضد المسائلة والعدالة، على الرغم من اعتراف الدباس نفسه بتمويله للصفقة مع الشركة البريطانية.

من الواضح أن هذه التفاصيل المروعة تكشف عن تورط الأبيض وفاضل الدباس في أنشطة مشبوهة وصفقات فاسدة. يعد هذا الاكتشاف مؤشرًا على ضرورة مكافحة الفساد وتعزيز المساءلة في العراق والمنطقة بشكل عام.

من المهم أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال غير القانونية واسترداد الأموال المنهوبة. يجب أن تتعاون الحكومات المعنية والمؤسسات الدولية لضمان تحقيق العدالة ومكافحة الفساد بكل أشكاله.

  من هو الأبيض:

هذا المحلل السياسي يظهر على أنه خبير في التحليل السياسي، لكنه في الواقع يفتقر إلى القدرة الفعلية على تحليل الأحداث وفهمها بشكل صحيح.  ويعتمد بشكل أساسي على الأكاذيب والادعاءات غير المؤسسة على الوقائع، ويسعى إلى تشويه الحقائق ونشر الأفكار المضللة لتحقيق أجندته الخاصة.

عادةً ما يُعرَف هذا المحلل السياسي بتزوير الحقائق وتضخيم الأحداث بطريقة مبالغ فيها لخلق جدل وجذب الانتباه. قد يستخدم تحليلًا سطحيًا وتعميمًا مفرطًا للتعليق على القضايا السياسية دون توفير أي توجيهات ذات قيمة أو فهم عميق للموضوعات المعقدة.

ويمكن أن يكون لهذا المحلل السياسي تأثير سلبي على النقاش العام والحوار السياسي، حيث يعمد إلى تضليل الجمهور وتشويه الحقائق المهمة. و قد يتلاعب بالمشاعر والمعتقدات الشخصية للأفراد لتحقيق أهدافه الشخصية وزيادة شعبيته، دون أن يهتم بتقديم تحليل موضوعي أو معلومات دقيقة.

من الضروري أن يكون الجمهور على دراية بمثل هؤلاء الأشخاص المرتزقين، ويتعامل مع المعلومات التي يقدمونها بحذر وتحليل نقدي.

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)