بغداد – هف بوست عراقي
عدنان أبوزيد: أحمد الأبيض، شخصية معارضة لا تتألق بصدق الأماني أو بريق التحليل المهني، بل مُشتتة بين أشعة الدولار التي تطحن جسده الهزيل. فهو ليس معارضاً من أجل معارضة بنّاءة، بل صاحب صوت لا يملكه، وممثل يفتقر إلى النبل على مسرح فاضل الدباس.
تلك التحليلات التي يقدمها، لا تعدو أن تكون سراباً في بحر الخرافة السياسية، حيث الخيال الذي لم يعرف عتبة التحقق. فبينما يتحدث عن أساطير انهيار النظام بالعراق، ويحلم بوعود سرابية، تبقى تلك الامنيات بعيدة عن متناول الواقع ومنطق الصراع.
في هذا العصر الذي اخترقته متاجر الفضائيات، يمكن للبوق أن يجمع ثعالب الغابة، وللطبل أن يدق حسب اتجاه الريح التي تنطلق من وراء الستار. وهكذا، تظهر الأحلام وتتلاشى التحليلات، دون أن تجد قاعدة أكاديمية أو ثقافية تستند إليها.
ليس لأحمد الأبيض ومن على شاكلته قاعدة أخلاقية تعتمدها، بل يتبنون طريقة الفاشنست السياسي، يرقصون بوتيرة فضائحية، ويحاولون ضرب الرموز وتحقير الشعب، دون أي اعتبار للأخلاق أو للقيم السياسية.
إن ظاهرة أحمد الأبيض ومن على شاكلته لا تمثل سوى سلوكاً واحداً: كل شيء سلبي في العراق، وكل مظهر إيجابي يجب أن يُشوه، لأن ذلك يخدم أجندتهم الخاصة، بغض النظر عن أخلاقيات الصراع السياسي.
مصادر سياسية في العاصمتين الأردنية عمان والعراقية بغداد، كشفت عن حقائق مثيرة تتعلق بمصدر تمويل المحلل السياسي الشعبوي، أحمد الأبيض. ووفقًا لوصف تلك المصادر، فإن الأبيض يستند إلى تمويل مشبوه يتلقاه من رجل الأعمال فاضل الدباس.
تعتبر المصادر أن الأبيض يستحق وصفه ككتلة هلامية من التصريحات الكاذبة والنبوءات غير المتحققة، والتحليلات غير المستندة إلى أسس علمية، بل تعتمد على خرافات سياسية وترهات. ولذلك، يتم تبرير هذا اللقب المطلق بكل جدارة، على الرغم من التحفظ الذي يعبر عنه هف بوست العراقي تجاه هذا الوصف.
وفضحت المصادر أيضًا أن فاضل الدباس، الذي يُلقب بصاحب الاختلاسات الضخمة للمال العام والذي أكده ذلك تقرير هيئة النزاهة، يقوم بتمويل أحمد الأبيض بمبلغ شهري. ولكن الشرط الملحق بهذا التمويل هو أن يكون الأبيض على استعداد لاستيعاب توجيهات الدباس، وهو ما يثير تحفظ هف بوست العراقي حول استخدام مفردة “المرتزق”.
وبالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أن الدباس قد اشترى الأبيض بمبلغ ضئيل، بعد أن فشل الأبيض في الحصول على مكانة بين القنوات الفضائية المحترمة والمهنية، وتدهور مستواه من خلال عروض الفيديو ذات المحتوى الرديء والجودة المنخفضة ومشاركاته في القنوات الهابطة.
وتمكنت المصادر السياسية الموثوقة من الكشف عن تفاصيل مثيرة تتعلق بمصدر تمويل السياسي أحمد الأبيض، وتورطه في صفقات مشبوهة. ووفقًا لهذه المصادر، يعتمد الأبيض بشكل كبير على مبالغ طائلة يمنحها له رجل الأعمال فاضل الدباس، الذي يستغل حجمه لتوجيه الأبيض وتوجيه خزعبلاته في الاتجاه الذي يرغب به.
ولفهم السياق الكامل، يجب أن نتعرف على فاضل الدباس بشكل منفصل، إنه صاحب صفقة جهاز كشف المتفجرات المزيف الذي تسبب في مقتل المئات من العراقيين. ومنذ عام 2003، حقق الدباس أرباحًا طائلة من خلال نهب المال العام من خلال العمولات والصفقات والعقود الفاسدة، وأبرزها صفقة سونار المتفجرات المزيف. ويمتلك الدباس وشقيقه علي الدباس قناة “هنا بغداد” وعقارات بقيمة ملايين الدولارات في عمان وبيروت وبغداد.
3667
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |