أشهر فناني العراق علاء بشير يتجاهل وزير الثقافة أحمد الفكاك.. لماذا يقلّل من قيمته؟

بغداد – هف بوست عراقي

في خطوةٍ مثيرةٍ للجدل، قام أحد أبرز الفنانين التشكيليين في العراق، علاء بشير، بتجاهل وتهميش وزير الثقافة العراقي، أحمد الفكاك، عندما قرر تسليم لوحة “معجزة الخلق” إلى مجلس القضاء الأعلى، وكان المتوقع أن يكون الفكاك هو المستلم الطبيعي لهذا العمل التشكيلي البارز، وأن تكون الوزارة هي الراعية لهذا الحدث.

هذا التحرك الملفت يُلقي الضوء على عدم الاعتبار الثقافي والفني الذي يوليه الفنان بشير للشخصية الوزارية، ما يُعكس استياءً واضحًا من سياسات الثقافة الحالية، وبهذه الخطوة، يتضح أن الوزير الفكاك ليس له أي قيمة ثقافية أو فنية في عيون الفنانين العراقيين، وأنه مجرد شخصية محاصصاتية، لا ينتمي الى المجال الثقافي والفني في البلاد.

هذه الحادثة تشير إلى انحدار الوضع الثقافي في العراق، حيث يُفضل الفنانون تجاهل السلطة الثقافية والفنية المتمثلة في الوزير، والتعبير عن رفضهم لسياساتها المتخاذلة وتجاهلها للمبادئ الفنية والثقافية الأساسية.

صمتٌ يصرخُ:
تلك الخطوة لم تمرّ مرور الكرام على فناني ومثقفي العراق، الذين رأوا فيها تجسيداً صارخاً لِتخلّي الوزارة، في عهد الفكاك، عن دورها التنويريّ ورعايتها للفنّ والثقافة، مُنحازةً إلى مصالح خاصة واجندات حزبية. فلم يعد “قرار” الوزارة بيد الفكاك، كما كان يُفترض، بل أصبح رهناً بتوجهات قوى نافذة تُسيّر المشهد الثقافيّ برمّته

والسبب الاحدث لتهميش الفنان علاء بشير لوزارة الثقافة، حين ظهر الوزير أحمد الفكاك الذي من الواجب انه يحمل عبء الثقافة في عراق اليوم، في مشهد تسيطر عليه ظلال السخرية والاستغراب وهو يحتضن لوحاتٍ غريبة الملمس، وكأنها تأتي من عالمٍ بعيد، لا ينتمي الى الفن التشكيلي، ليهديها الى فنانين باسم الوزارة، وهي عبارة عن أعمال بتوقيع الذكاء الصناعي، أو التي تستهوي الأطفال في مدارسهم الابتدائية. وكأنه يُعلن بذلك، بأن الهوية التشكيلية العراقية ليست إلا ذكرى في كتاب تاريخ مهمل.

وتسلم رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، الجمعة الماضي هدية الفنان علاء البشير إلى مجلس القضاء الأعلى لوحة (معجزة الخلق) في مقر سفارة العراق في دولة قطر.

المراقبون لشؤون الثقافة والسياسة بالعراق، لاسيما أداء وزارة الثقافة لم يستغربوا من توالي الانتقادات والرفض للفكاك، ففي الأسبوع الماضي، ألقى أحمد فكاك البدراني، بظلال من الشكوك حول مصداقيته، ليس كوزير ثقافة بل طبّال للحكومة العراقية التي هو احد أعضاءها، فقد أثارت تصريحاته الغريبة التي أكد فيها أن 99.99% ممّا ينشر حول الحكومة هو كذب، ردود فعل متباينة بين الضحك والاستياء.

وقال مراقبون، ان هذا التصريح، الخارج عن الواقعية، يُعتبر تجاوزًا على المصداقية، واعتداء فاضحا على المثقفين في العراق الذين يمثلهم وزير منفصم عن الواقع، بوصفه حكومة السوداني، وكأنها حكومة ملائكة.

وقال شاعر عراقي معروف فضل عدم ذكر اسمه، ان الترويج بهذه الطريقة “البشعة” يبدو أمرًا غير مقبول ولا يُصدق، حتى في البيئات السياسية الأكثر استبقاءً.

وبدلا من أن يعمل الوزير البدراني على بناء الثقة من خلال الشفافية والواقعية في التصريحات والأفعال، فانه يختار التملق والتبجيل للقوى التي يخشاها من ان تفتح ملفاته.

وبحسب مصادر مطلعة، فأن التملق الذي يبديه الوزير البدراني، يعود إلى محاولته اليائسة لتجنب الابتعاد عن منصبه في حالة حدوث أي تعديل وزاري مرتقب، أو إذا تم تمديد فترة الحكومة الحالية. ووفق المصادر فان الوزير البدراني يخشى فتح ملفات ضده، الامر الذي يجعله ضعيفا امام قوى الاطار.

2344

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments