بغداد – هف بوست عراقي
عدنان أبوزيد
لقد اتخذ الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، خطوة حاسمة في البراءة من إسماعيل مصبح الوائلي، وقوله: “ما عاد لنا صديقاً ولا موالياً” وذلك ضمن اجابته على سؤال يتعلق بكون الوائلي من المقربين للسيد الشهيد الصدر، في الماضي. وقال الصدر في نص إجابته: “كان في زمن مضى صديقاً لي، الا انه ما عاد صديقاً ولا موالياً”.
وفي ساحة العمل السياسي في العراق، تتفرَّق الأصوات بأنماطٍ شعبوية، تنبثقُ منها روح التحريض والمغالاة، فتتناثر كالبذور على أرض الخراب.
تعتمد هذه النماذج الشعبوية من أمثال مصبح الوائلي، وفائق الشيخ علي، وبرامج الشو، على مسرحياتها المليئة بالتهويل والتلفظ بالكلمات الفاسدة، لتصل بخطابها إلى مستويات الهراء والسطحية، حتى يتحول هذا الخطاب الباهت عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى نموذج حي لسقوط الأخلاق وتلاشي هدفية الحديث.
من فائق الشيخ علي إلى مصبح الوائلي، تمضي الخطابات الفارغة والكلمات الفاسدة طريقها إلى آذان الجماهير، في مشهدٍ يُظهر أن الجودة قد تبدَّدت، والمعنى قد فُقِدَ.
وكثيرون من هؤلاء المتشددين يكونون متشبّثين بأطروحات جهة ما، يصفونها بالمثالية ويُبجلونها حتى الإفراط، ويُرفعون عنها شعارات الدفاع بكل حماسة، ولكن عندما تتناسَخ مصالحهم أو تتغير توجهاتهم السياسية، يرمون تلك الجهة بتهم الشيطانية والخداع، متناسين أنهم كانوا يقفون طوال سنواتٍ طويلة بين صفوفها، في تباينٍ مشابه لتفاعلات التطرف الفكري والسياسي والسلاحي والمدني والديني.
عندما كان الوائلي، يتمسَّك بعقيدته السياسية وحتى الدينية، كان يُعبِّر عنها بكل فخر واعتزاز، كما لو كان يحمل راية الإلهية بين يديه، ولكن حينما انشق عنها وخالفها، أطلق عليها تصنيفات الكفر والشيطانية، كما لو كان يريد تبرير خيانته النفسية والفكرية.
وهؤلاء الأشخاص، الذين يتحاشون تقديم الحساب عن أفعالهم ويحاولون محو ماضيهم بأعذار فارغة، يمثلون طبقةً من الخيانة الفكرية والأخلاقية، حيث يترنحون بين مغالاة الوفاء والانقلاب الجبان على مبادئهم.
ليس هناك من ينكر وجود الفساد والفوضى في العراق، لكن تكبيد الخسائر والتشاؤم المفرط لا يعدو أن يكون عملاً خطيرًا، ينغمس فيه البعض متعمِّدًا، ويقع فيه الآخرون عن جهلٍ وتلاعب.
وفي أعماق دولة مُعمّرة بالشعبوية، يرتقي قادة الفتنة والحقد، بينما يُغيب النقاد البناءون في الخلفية. هؤلاء لا يسعون لإصلاح الخراب بل يعملون جاهدين على زيادة حجمه، بالدفع نحو انحرافاتٍ وانهياراتٍ لا تنتهي.
لا يتسع المجال للبحث في تاريخهم الملون بالفساد والتلوين، وعلى القارئ ان يهتم بذلك ليكتشف حجم الأكاذيب التي تُقذف بين الحقائق.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
2899
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |