بغداد – هف بوست عراقي
ميسون بغدادي: في لحظة تاريخية تتغلغل في ذاكرة العراق، أشعل المسيس والتاجر، مشعان الجبوري، شرارة جديدة من الفتن المذهبية، فتنة تتجلى في تصادم آراء المتشددين من السنة والشيعة، ليتصارعوا في أبعاد دينية متشعبة، وسط دعواتٍ للحفاظ على وحدة البلاد وعدم تأجيج الصراعات الطائفية، خاصةً في زمن يبحث فيه العراق عن استقراره بعد سنوات من الصراعات الدامية.
وفي سياقٍ يعج بالتوتر والانقسامات، جاء تعليق مشعان على مشروع عطلة عيد الغدير ليُلقي بظلال من الجدل، حيث انتقد بشدة هذا المقترح ورأى فيه محاولة لفرض سردية دينية شيعية على العراق بأسره، مما دفعه للتعبير عن موقفه بجرأةٍ فجة، رغم حساسية الموضوع وتعقيده.
وما يثير الدهشة هو موقف مشعان الذي انجرف إلى مياه السجالات الدينية، بالرغم من التفادي الذي كان يُمكنه تحقيقه، ولكن تحليلًا سياسيًا وصف مشعان بأنه الرجل الأول الذي استفاد من فترة الحرب الطائفية في العراق، حيث جنى ثمارها وحقق أموالًا طائلة من خلال دعمه للإعلام الطائفي وإنشاء قنوات تلفزيونية داعمة للتشدد المذهبي، ثم عاد إلى الساحة السياسية بصفةٍ تكتيكية، ونجح في استعادة نفوذه ومصالحه بفضل دعمه للعملية السياسية والتحالف مع الحشد الشعبي.
مشعان لا يبالي أهمية احترام حقوق الجميع، فهو يهاجم عيد الغدير لأغراض انتخابية فقط وليس لأجل قضية “سنية” او مصلحة وطنية، فمهما كان الموقف من مشروع عطلة عيد الغدير، فهو مهم دينيا للشيعة، ويمكن اقراره من عدمه، تحت قبة البرلمان وفق القوانين والأنظمة الديمقراطية، ولا يمكن أن يكون سببًا لتأجيج الصراعات المذهبية التي يسعى مشعان الى تأجيجها من جديد.
مقابل ذلك، فان بعض الجهات الشيعية، انجرّت الى مشعان الجبوري وراحت تتقاذف الاتهامات ذات الصبغة المذهبية
المؤججة للنزاعات المجتمعية وهو ما يسعى اليه مشعان وغيره سواء من السنة والشيعة.
وفي وقت سابق، انطلقت تصريحات مشعان الجبوري، لفضائيات عراقية، عن ان فصائل الحشد الشعبي هي “السبب في دمار أهل السنّة في العراق”، وهي التي “قامت بتغييب اولادنا بالآلاف واعدمتهم بالصحارى”، كما ورد على لسانه، فيما ابنه وهو أيضا انخرطا في صفوف الحشد الشعبي لسنوات، ما يكشف حجم النفاق وتبادل المواقف بحسب المصالح.
لكن التفسير ليس صعبا، لمن خَبَرَ مشعان، وسجيته المتقلبة، وسلوكه الحرباوي، وفصامه السياسي، وتلونه بحسب الفصول والمصالح.
وفي تاريخ مشعان فانه سعى الى تبرئة العشائر المتورطة في جريمة سبايكر، وصدور أحكام السجن بحقه في 2006 لسرقته مرتبات افراد حمايات النفط، ودعمه الجماعات الإرهابية، ماديا واعلاميا، عبر قناته الزوراء التي دشنها في 2009، من سوريا، وكانت تؤيد القاعدة، وتعتبر عملياتها في العراق، بانها “مقاومة شعبية”، كل ذلك كفيل بمحاسبته.
وفي فيديو انتشر كالنار في الهشيم، يعترف مشعان بأنه تلقى عمولات ورشاوى، في حالة من الصلف والاستهتار وعدم الخشية، لم يألفها الناس من اللصوص، ذلك انّ اخلاقيات السرّاق، تمنعهم من التبجح بسرقاتهم، لكنها عند مشعان تتجاوز حدود الفضيلة والأمانة، والضمير.
الكارثة الحِذائية التي وقعت لاحقا تتعلق بمشاركة مشعان في سرقة القرن عبر تسهيل تهريب احد المتورطين فيها.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
3200
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |