القصر الأبيض العراقي.. رمز صارخ للانبطاحية

بغداد – هف بوست عراقي

عدنان أبوزيد

قادني صديق بسيارته الى المشهدية المحيطة بسفارة الولايات المتحدة في العراق، وكانت اللقطة وحدها كافية لتثير دهشتي وصدمتي، إذ تمتد هذه السفارة بأبعاد ضخمة تزيد على عشرة كيلومترات في الطول والعرض، وتبرز كأكبر مبنى دبلوماسي للدولة الأمريكية على وجه الأرض. ولكن الحيرة تكمن فيما تكشفه هذه الهياكل الضخمة، فهي تفضح خيوط الخداع والأساطير الزائفة التي تحاك حول مفهوم “الخروج”، تشبه تلك التي نجدها في قصص الألف ليلة وليلة.

إنها ليست مجرد مؤسسة دبلوماسية، بل إمبراطورية تمتلك السيطرة على منطقة الخضراء وتشكل أوزان السلطة في العراق، سواء في السياسة أو المال أو العلاقات الدولية. إنها القصر الحقيقي الذي يدير شؤوننا ويشكل مصائرنا، حيث تبدو ساحة الساسة العراقيين كأشخاصٍ يرتدون أقنعة، و يتحركون حسب أوامر السفارة، سواء على معرفة أو بلا.

لماذا لا نطلق عليها لقب “قصر الحكم”؟ فهي بالفعل رئاسة حكومتنا ومركز اتخاذ القرارات التي تحدد مساراتنا، أو نطلق عليها “القصر الأبيض في العراق”!، فقد حان الوقت لنفارق الوهم والخداع، ولنواجه هذه الحقيقة الصعبة.

الكاتب سليم الحسني يقول: “العراق هو أكثر الدول انبطاحًا وخضوعًا لأمريكا”.

وحتى يوم عيد الغدير، وتنفيذ القانون المتعلق بمجتمع الميم، رهن موافقة السفارة، فكيف بالملفات الكبرى؟.
من ينكر هذا الانبطاح، قد يكون مغرورًا ومتأثرا بـ دون كيشوت وبطولاته ضد طواحين الهواء.

 

3000

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments