بغداد – هف بوست عراقي
يتجمع الجنود العراقيون حول تمثال أبو جعفر المنصور، مؤسس بغداد، في منطقة المنصور في العاصمة بغداد لحمايته من الدعوات المتكررة لهدم التمثال من قبل جهات شيعية تعتبر الخليفة منصور، ظالمًا وقاتلًا.
يرون السنة في هذا التمثال رمزًا لحضارة إسلامية عظيمة، في حين يدعو الشيعة إلى إزالته نظرًا لارتباطه بقتل أهل البيت.
وعودة الحماية للتمثال تذكرنا بالحرب الطائفية التي شهدتها العراق بين الشيعة والسنة بعد سقوط نظام صدام في عام ٢٠٠٣. وتعكس هذه الحماية توتر العلاقات الطائفية والسياسية في البلاد.
منابر دينية وسياسية شيعية تستمر في دعوتها إلى هدم التمثال، في حين أصبحت ردود أفعال السنة أقل تجاه هذه الدعوات.
والجنود الذين يحيطون بالتمثال يرمزون إلى تناقضات تاريخية تعيشها الطوائف العراقية، وإلى وجود فتنة طائفية مكبوتة تحت سطح الأحداث.
و غياب الأمن يتجلى في حاجة التمثال إلى الحماية والمراقبة، وهذا يثير تساؤلات حول حجم التحديات التي يواجهها المواطن العراقي العادي عندما يعبّر عن اعتراضه على الفساد والنهب والفوضى الكثيرة في البلاد، اذ سوف يكون مهددا المصير مثل التمثال.
في هذا السياق، يتجلى الواقع المرير الذي يواجهه المواطن العراقي، فهو يعيش بين ماضٍ مختلف عليه ينعكس على الحاضر الغني بالتوترات الطائفية والأمنية.
إن حاجة التمثال إلى الحماية تعكس ضعف الأمن وعدم الاستقرار الذي يعاني منه المواطن العراقي في حياته اليومية.
والتساؤل الذي يطرح نفسه هو: إذا كان التمثال يخاف الهدم ويحتاج إلى حماية، فكيف يمكن للمواطن أن يعبر عن مخاوفه واعتراضه على الفساد والنهب والفوضى التي تعصف بالبلاد؟ فالظروف الراهنة تفتقر إلى الأمان والحماية اللازمة للمواطن العراقي، الذي يجد نفسه عالقًا بين جمود التاريخ وتشتت الحاضر.
وشُيّد تمثال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور العام 1977، ليصبح أحد معالم العاصمة العراقية بغداد في منطقة المنصور على جانب الكرخ، ونحته الفنان العراقي خالد الرحال.
وفي العام 2006 ظهرت دعوات لإزالة التمثال من قبل بعض الجهات الدينية.
وفي العام 2014 تعرض التمثال للتخريب من قبل جماعة مسلحة.
وفي العام 2020: طالب منشد ديني شيعي بإزالة التمثال، معتبراً إياه “صنمًا” و “استفزازًا” لبعض العراقيين.
وفي العام 2024 عادت الجدل حول التمثال إلى الواجهة من جديد، مع دعوات لإزالته.
خلافات
يرتبط التمثال بشخصية الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، الذي يعتبره الشيعة رمزًا للظلم.
و يرى المدافعون عن التمثال أنه يمثل رمزًا هامًا لتاريخ العراق وحضارته العريقة.
ويُشيد الداعمون للتمثال بإنجازات أبو جعفر المنصور، مثل تأسيس مدينة بغداد وبناء العديد من المعالم الحضارية.
ويُعتبر التمثال عملًا فنيًا ذا قيمة ثقافية عالية، ويجب الحفاظ عليه من التخريب.
حكاية تمثال باني بغداد..
وكتب معد فياض: في العام 1985 كنت قد اجريت حوارا مع النحات المبدع خالد الرحال لمجلة “كل العرب”، وتحدث لي عن الفكرة الاصلية لتمثال الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور.
قال “كان المشروع ان يكون حجم التمثال كبير جدا، والفكرة شبيها بنصب الحرية في نيويورك، وان يوضع وسط نهر دجلة من جهة الراشدية او الكريعات، بحيث يستطيع الناس الدخول اليه والصعود حتى منطقة العينين ومشاهدة بغداد من خلال عيني ابو جعفر المنصور، لكن لظروف مالية او تقنية لم تتحقق فكرته واقتصر على نحت راس التمثال الموجود حاليا في حي المنصور ببغداد..
3400
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |