بغداد – هف بوست عراقي
يعيش العراق حالة من الاستسلام للتدخل الامريكي في شؤون الحكومة والوزارات والجيش وحتى المؤسسات الصغيرة، والعلاقات مع الشخصيات المحلية.
تحليلات منصة هف بوست عراقي تكشف عن ان النظام العراقي يجد نفسه مضطرًا إلى التصرف بحيلة ومؤامرة للحفاظ على بقاء القوات الأمريكية وعدم مغادرتها البلاد، كي يحمي نفسه من انكشاف الخدعة، امام الجماهير، وكيف لا تنفضح الشعارات.
وتنوعت الأقنعة للتغطية على تفاعل النظام مع وجود القوات الأمريكية في العراق، وأبرزها إيهام الجميع بأن القوات الأمريكية قد خرجت (انسحاب شكلي)، أو يمكن للنظام خلق ظروف قاهرة تستدعي عودة القوات الأمريكية، أو انه يوحي بانه تم الاستغناء عنها وأن تواجدها يقتصر على بعض المستشارين ذوي الصلاحيات المحدودة.
وفي ظل هدوء الأوضاع العامة، يمكن للنظام إعادة انتشار وزيادة عدد القوات الأمريكية بطرق تتناسب مع الظروف الجديدة، وذلك من خلال تعزيز المرتكزات الأساسية للاتفاقيات السابقة وتقويتها بنفس الوقت.
علاوة على ذلك، يمكن للنظام أيضًا، التحرك باتجاه إخراج جزء من القوات الأمريكية وتأخير إعلان انسحابها الكامل، مما يفتح الباب لاستحداث أزمة مفتعلة أو تطور خطير يستدعي عودة القوات الأمريكية بشكل ملحوظ.
و النظام العراقي يستخدم عوامل متعددة لضمان بقاء القوات الأمريكية في البلاد، بما في ذلك استخدام الإعلام والدعاية لتسليط الضوء على وجود عدو خطير يستدعي وجود القوات الأمريكية لحماية البلاد ومصالحها من هذا الخصم الوهمي.
العراق يحتاج أمريكا
تحليلات منصة هف بوست عراقي تكشف عن سيناريوهات محتملة لتفاعل النظام العراقي مع وجود القوات الأمريكية في البلاد، مع التركيز على الحيل والمؤامرات من قبل النظام السياسي القائم، كوسيلة للبقاء في السلطة وضمان.
ويظهر التحليل الذي يتضمن خلاصات تحليلات واراء نشرتها صحف أجنبية، واراء خبراء عراقيين، ان هناك توجهًا نحو الواقعية السياسية، حيث النظام العراقي يستخدم الخدعة والإيهام للتلاعب بالرأي العام وضمان بقاء القوات الأمريكية في البلاد بشكل غير ملحوظ، بحيث لا يثير ذلك احتجاجات شعبية أو ضغوط دولية.
والسيناريوهات المطروحة تعكس تحليلًا عميقًا للديناميات السياسية والاستراتيجية في العراق، مع التركيز على استخدام السلطة لتحقيق المصالح.
و أمثلة عديدة في دول العالم تستخدم الحيل من أجل البقاء في السلطة.
وبعد احتلال العراق في العام 2003، قدمت الإدارة الأمريكية تبريرات للغزو استنادًا إلى ادعاءات بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، لكن لم يتم العثور على هذه الأسلحة. يُعتقد أن الحرب كانت تستند إلى معلومات استخباراتية ملفقة ، وقد اوهمت القوى المعارضة العراقية نفسها بان الادعاء الأمريكي صحيح من اجل القفز على السلطة بأي ثمن، وهذا ما حدث.
وما يفعله النظام في العراق، له امثلة في دول مختلفة تستخدم الأزمات أو المؤامرات السياسية لإعادة توجيه الانتباه عن القضايا الداخلية المثيرة للجدل. وعلى سبيل المثال، ففي الآونة الأخيرة، استخدمت الصين توترات مع الهند على الحدود كطريقة لتوجيه انتباه الشعب عن القضايا الاقتصادية الداخلية.
القوى العراقية الماسكة بالسلطة تدشن في كل فترة، ازمة جديدة، ومن المتوقع ان حربا طائفية تنشب مرة أخرى اذا استدعى بقاءها ذلك، عبر تصريحات مذهبية تحرض على الفتنة في الآونة الأخيرة.
ويبقى ملف القوات الامريكية والملف الطائفي، الخياران المفضلان لدى النظام في العراق لديمومة بقاءه، وسيبقى يثيرها
كلما استدعت الحاجة الى ذلك.
ويقول الكاتب العراقي بسام كريم المياحي أن من الطبيعي أن تحافظ كل مجموعة أو نظام حاكم على البقاء في الحكم والهيمنة على الجغرافيا التي يحكمونها ويتمتعون بخيراتها، وأن هنالك أساليب متعددة للحكم والبقاء ، و لابد من حصول الأزمات الخلافات والاختلافات بين أقطاب الطبقة الحاكمة وبينها وبين دوائرها وجمهورها والقوة التي تعتمد عليها لتحمي نظامها.
ويضيف: الكذب والتدليس على الجمهور يكون واردا جدا في مثل هكذا حالات من الحكم وتتخلله أساليب مستحدثة من المواربة والمناورة والتورية ورمي الخصوم بما يقترفه النظام الحاكم من رزايا وانحطاط وفضائح.
واستطرد: في أزمة كالتي يعيشها الان النظام في العراق مع الامريكان والضغوط السياسية والشعبية المتزايدة ضد الامريكان و تواجدهم فلابد للنظام من اللجوء الى الحيلة والمؤامرة للحفاظ على بقاء القوات الأمريكية وعدم مغادرتها البلاد مع إيهام الجميع على أنهم خرجوا ولم ولن يعودوا.
3200
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |