من النقاب إلى المايوه: عرض أزياء يكشف عن انقلاب اجتماعي و ثقافي في السعودية

بغداد – هف بوست عراقي

ميسون بغدادي

أقيم يوم الجمعة في المملكة العربية السعودية عرض أزياء لملابس البحر، في حدث غير مسبوق في الدولة الخليجية التي لم يكن يُسمح للنساء فيها بالخروج من منازلهنّ دون عباءاتهنّ السوداء. عارضات الأزياء ارتدين ملابس سباحة من تصميم المصممة المغربية ياسمينة قنزل، كشفن فيها عن أذرعهنّ وأرجلهنّ، في عرض نُظّم قرب حوض سباحة.

تحول السعودية نحو الانفتاح

هذا العرض يمثل تحولاً كبيراً في المشهد الثقافي والاجتماعي في السعودية، التي كانت حتى فترة قريبة تفرض قيوداً صارمة على ملابس النساء وتحركاتهنّ في الأماكن العامة. وتنظيم عرض أزياء لملابس البحر، وخاصة بوجود عارضات يظهرن أجزاء حساسة من أجسادهنّ، يشير إلى تغيرات جذرية في السياسات الاجتماعية والثقافية للمملكة.

القوة الناعمة
الحدث جزء من استراتيجية السعودية لاستخدام “القوة الناعمة” في تحسين صورتها الدولية. بعد سنوات من القيود الاجتماعية الصارمة، اذ تتبنى المملكة الآن سياسات انفتاح تهدف إلى جذب السياحة والاستثمارات الأجنبية. وهذه التحركات تتماشى مع رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تسعى التقارب الثقافي مع الغرب.

الابتعاد عن التشدد
ويقول الباحث العراقي المقيم في لندن عدنان ابوزيد ان هذا التحول  يشكل أيضاً ابتعاداً واضحاً عن الفكر المتشدد الذي كان يهيمن على الحياة العامة في السعودية. والسماح بمثل هذه العروض يعكس رغبة الحكومة في تغيير الصورة النمطية للبلاد كدولة محافظة بشكل مفرط، والانتقال إلى مرحلة أكثر انفتاحاً وتقبلاً للثقافات الغربية.

تأثير داخلي وخارجي
على الصعيد الداخلي، من المحتمل أن تثير هذه التغيرات ردود فعل متباينة بين المواطنين، بين من يرون فيها خطوات إيجابية نحو التقدم، ومن يرونها تنازلاً عن القيم الدينية والثقافية التقليدية لاسيما المحافظين والسلفيين والوهابيين.

على الصعيد الخارجي، ستساعد هذه الخطوات في رسم صورة جديدة السعودية في عيون المجتمع الدولي، وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون الثقافي والاقتصادي مع الدول الغربية.

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

2366