بغداد ترقص على أنغام الرصاص.. هل تتحول المواجهات المحدودة إلى حرب أهلية؟

بغداد – هف بوست عراقي

تشهد العاصمة العراقية بغداد في الآونة الأخيرة توترًا أمنيًّا خطيرًا، إذ اندلعت مواجهات عنيفة بين جماعات شيعية مسلحة في حي الزهراء، في مشهد يكشف هشاشة الوضع الأمني في البلاد.

ولم تقتصر هذه المواجهات على حي الزهراء فحسب، بل امتدت إلى مناطق أخرى من العاصمة ومحافظات عراقية عدة، حيث تتكرر الاشتباكات بين الحين والآخر بين الجماعات المسلحة وقوات الشرطة الاتحادية.

وفي إحدى هذه المواجهات، أطلقت جماعة مسلحة صاروخًا على منزل أمير لواء في مؤسسة امنية عراقية، في تصعيد خطير من شأنه إشعال فتيل حرب أهلية في أي لحظة.

تحدي للسلطات

ويرفض المسلحون في هذه الجماعات تسليم أنفسهم للشرطة، بل يتحدونها ويوجهون الأسلحة المتوسطة نحوها، في مشهد مروع لا يختلف كثيرًا عن سيناريوهات الحرب الأهلية.

ففي إحدى المواجهات، اشتبك لواء عراقي مع إحدى الجماعات المسلحة في بغداد، في حين لا تجرؤ الشرطة الاتحادية في الغالب على التدخل، وتكتفي بمشاهدة المسلحين وهم يطلقون الصواريخ ويشتبكون وسط أحياء سكنية.

وكان لإحدى هذه المواجهات في منطقة حي الرئاسة السكنية تبعات كارثية، إذ قُتل طفل وأصيب 4 مدنيين بجروح، في مشهد يظهر انهيار منظومة الأمن في البلاد.

حرب أهلية قادمة

يحذر خبراء من أن هذه المواجهات العنيفة إنما هي بوادر لحرب أهلية مرعبة قد تندلع في أي لحظة، مشيرين إلى أن الاستقرار الأمني في العراق أصبح واهنًا ويذوب بسرعة.

ويرون أن الخلافات السياسية الحادة بين الأطراف المتصارعة قد تشكل بدايات اندلاع حرب أهلية جديدة، خصوصًا إذا اقتنع أحد هذه الأطراف بتزوير نتائج الانتخابات المقبلة.

ويساهم في زيادة مخاطر اندلاع هذه الحرب الأهلية، امتلاك المدنيين والعشائر والأحزاب السياسية لأسلحة ثقيلة، إضافة إلى وجود فصائل مسلحة معلنة أو سرية تابعة لهذه الأطراف.

وفي ظل هذا المشهد المأساوي، تبدو قدرة القوات الأمنية العراقية على ضبط الأوضاع شبه معدومة، حيث مئات الآلاف من عناصر الشرطة والجيش لا يستطيعون اليوم معالجة المواجهات المحدودة، فكيف اذا اندلعت شرارة حرب أهلية واسعة.

2344

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)