سقراط ينتحب في البرلمان العراقي: كيف لمجتمع مريض أن ينجب ممثلين أصحاء؟

بغداد – هف بوست عراقي

عدنان أبوزيد

في قلب بغداد العريقة، حيث يفترض أن تتجلى عظمة الحضارات وسمو القيم الإنسانية، تحولت قبة البرلمان العراقي إلى ساحة معركة تشهد أعمالًا همجية لا تليق ببعض ممثلي الشعب، فقد تحولت تلك القبة المفترض أن تكون منبرًا للحكمة والتشريع، إلى خندق للصراعات الحزبية والمآرب الشخصية الضيقة، عدا فئة نبيلة قليلة من النواب.

في أروقة البرلمان، حيث يفترض أن تُسمع كلمات الحق والعدل، تعالت صرخات الفتنة والكراهية، وامتزجت لغة العقل بلغة البهائم. شهدت جدران تلك القبة مشاهد مؤسفة لا تصدر إلا عن نفوس منحطة، بعيدة كل البعد عن رسالة التشريع السامية.

بين جنباتها، تم استبدال منطق الحوار بلغة اللكمات والركلات، وحلت الاتهامات المتبادلة والشتائم القذرة محل الحجج المنطقية والبراهين العقلانية. وكأن بعض النواب قد نسوا أنهم ممثلون عن شعب عريق، وأن مهمتهم الأسمى هي خدمة هذا الشعب وتحقيق تطلعاته نحو الأفضل.

الانحطاط في سلوكيات بعض النواب ما هو إلا ترجمة حرفية للانهيار القيمي الذي يعانيه المجتمع العراقي برمته.

كيف لشعب يختار الفاسدين والجهلة ليمثلوه أن ينتظر الإصلاح والتغيير؟ .
كيف لأمة تُهدر كرامتها وتبيع ضميرها في صناديق الاقتراع أن تطالب بالعدالة والنزاهة؟.

قد يقول قائل إن المشكلة تكمن في النظام الانتخابي المعيب، أو في تدخلات الأحزاب والكتل السياسية. لكن الحقيقة المرة هي أن المشكلة الأساسية تكمن في الشعب نفسه، ذلك الشعب الذي يبيع صوته للأغنياء والأقوياء، بدلًا من منحه لمن يستحقه حقًا.

إن مشاهد الانحطاط التي تشهدها قبة البرلمان ليست سوى انعكاسًا لواقع مجتمع فقد بوصلته الأخلاقية، وأصبح يقبل بالرذيلة ويستسلم للفساد. فكيف لمجتمع مريض أن ينجب ممثلين أصحاء؟ وكيف لجسد منهك أن يحمل رأسًا سليمًا؟

لعل الحل الحقيقي يكمن في إعادة تربية المجتمع العراقي على القيم النبيلة، وغرس مبادئ الاختيار الرشيد في النفوس.

سقراط ينتحب من جديد أمام جهل نواب عراقيين

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

3200

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments