بغداد – هف بوست عراقي
عدنان أبوزيد
في قرية أدمن أهلها الخضوع والخرافات، كان هناك حمارٌ يعيش في إسطبل متواضع، وكان يراقب البشر حوله بعينين ثاقبتين. كان يحمل في قلبه أحلامًا كبيرة لأنْ يصبح قائدا، لكن هذا من المحال.
في أحد الأيام، اجتمع أهل القرية في الساحة الكبيرة لحضور خطبة مهمة، وعندما ارتقى الحمار المنصة، اندهش الجميع. في البداية، ساد الصمت والدهشة، ثم انطلقت ضحكات الاستهزاء.
لكن الحمار، بثبات وعزم، بدأ يتحدث. لم تكن كلماته مفهومة كما يتحدث البشر، بل كانت نهيقاته تتردد في الأرجاء، و بدأ الناس يصغون إليه، وتدريجيًا، تحول الاستهزاء إلى إعجاب.
كان الحمار يتحدث عن الصبر، لأنه من طباعه. كانت كلماته تشق طريقها إلى قلوب الناس. وقال لهم: تعلموا مثلي، فانا لا اهتم للضرب والظلم، وأبقى واقفا، قويا، كما أني لا اثور بوجه ظالمي، وسألهم: هل رايتموني يوما اتألم، أبكي، فأنا سعيد دائما.
انتشرت أخبار الحمار الخطيب في القرى المجاورة، وبدأ الناس يتوافدون من كل مكان للاستماع، وصفق له إقطاعيو القرية وناهبي ثرواتها.
ذات يوم، وبينما كان الحمار يخطب، نهض واعظ نافذ، وقال: “لقد عشنا طويلاً ونحن نبحث عن قادة بين البشر، لكننا وجدنا الحكمة في حمار، فهو يعلمنا الصبر وان لا فائدة من الثورات في كل يوم، فقد اتعبتنا، وفي كل ثورة وانقلاب، يطل علينا دكتاتور وفاسد جديد”.
استمر الحمار في قيادة أهل القرية، وبفضل حكمته وتوجيهاته، تحولت القرية إلى مكان يعج بالصابرين، وفرح فاسدو القرية وناهبو خيراتها، لانهم وجدوا ان الناس اكتفت بالعلف فقط.
عاش الحمار بقية أيامه محبوبًا ومقدَّرًا، وحين مات، نصبوا له تمثالا يرمز الى الصبر، والاستسلام للقدر.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
3455
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |