غابة العراق.. الأسود تحكم خلف الستار والثعلب يتربص

بغداد – هف بوست عراقي

عدنان أبوزيد

في رُبى غابةٍ كثيفة الأشجار، كانت الأسود تتربع على عرش الهيمنة والنفوذ، حيث قسمت تلك الغابة الشاسعة إلى مقاطعات متعددة، يحكم كل مقاطعة أسد بأظافره وأنيابه.
وبينما تنامى التنافس بين تلك الأسود على كرسي السلطة العليا، اندلع خلاف عميق فيما بينها بسبب تباين وجهات نظرها حول المنصب الأول.

ولحل هذه المعضلة، اتفقت الأسود على اختيار ثعلب عُرف عنه الهدوء والاستكانة، والتملق للأسود، ليتولى ذلك المنصب، بشرط أن يكون أي قرار يرسم مستقبل الغابة أو ثرواتها بمشورتها.

ولضبط الأمور، عينت الأسود مستشارين ليكونوا أعينها الساهرة على الثعلب، حيث اختار كل أسد حيوان ابن عرس ليكون مستشاره، فكانوا بمثابة جواسيس ومروجين لإنجازات الثعلب، باعتبارها من صناعة الأسود الحاكمة خلف الستار.

ولكي يبدو الأمر منطقيًا للعيان، سمحت الأسود للثعلب بسقي زهور الغابة فحسب، وإعداد الفرائس لتكون طعامًا لها، كل حسب حصته.

لكن، على عادة الثعالب، لم يكتف الملك الثعلب بهذا الدور المحدود، فبدأ يخطب سرًا في حيوانات الغابة، مدعيًا أنه المنقذ القادر على نشر العدل في ربوعها. فلما تسربت هذه الأقاويل إلى مسامع الأسود، هددته بحزم إن لم يلتزم حدوده.

اكتفى الثعلب أمام هذا التهديد بدوره كحارس يدير مشاريع سقي الزهور وعمليات الصيد التي توفر للأسود أجود الغزلان والبقر والحمير الوحشية. وهكذا، ظل التوازن قائمًا في الغابة، حيث الأسود تراقب بحذر، بينما الثعلب يؤدي دوره بهدوء، حافظًا على أحلامه الكبرى في أعماقه، منتظرًا ربما فرصة أخرى للتمدد.

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments