موكب فخم لملوك الرشوة: لصوص العراق يُكرَّمون كأبطال عائدين من معركة الفساد

بغداد – هف بوست عراقي

عدنان أبوزيد

في مشهد كوميدي ساخر يثير الدهشة والاستغراب، بات من المعتاد في العراق تكريم اللصوص والمفسدين بعد خروجهم من السجن كما لو كانوا أبطالًا عائدين من معركة وطنية.
وعندما يقضي هؤلاء “الأبطال” فترة حكمهم بتهم الرشوة والفساد، يُستقبلون باحتفالات قبلية وعشائرية، تثير الغضب والاستياء بين المواطنين.
ويبدو ان العشائر في العراق تكرم فاسديها.

هؤلاء “الفرسان” المتهمون بسرقة ونهب ثروات البلاد يعاملهم بعض المجتمع وكأنهم أبطال عائدون من ميادين القتال، حيث تتزين مناطقهم وعشائرهم لاستقبالهم بزهور ومواكب وعروض أفراح، تمامًا كما يحدث في استقبال قادة عسكريين عائدين من النصر.

وفي أحدث فصول هذا المسرح العبثي، شوهد النائب السابق محمود ملا طلال، المعروف بـ”بطل الرشوة”، وهو يخرج من السجن بعد قضاء فترة حكمه بتهمة الرشوة والفساد، ليُستقبل باحتفال فاخر نظمته عشيرته وبعض المواطنين. فقد انطلق موكب من السيارات الفاخرة محاطًا بالزغاريد والتصفيق الحار، وكأننا نشهد عرضًا هوليووديًا لعودة “المنقذ”.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تكفّل أفراد عشيرة ملا طلال بتنظيم موكب مهيب يضم سيارات فاخرة متجهة إلى منزله، وسط أجواء من الفرح والابتهاج وكأنهم يحتفلون بعودة “سوبرمان النزاهة”.
ولأن السخرية لا تعرف حدودًا، أثار هذا المشهد استياءً عارمًا بين المواطنين الذين يكافحون يوميًا للحصول على أبسط احتياجاتهم المعيشية.

أحد المواطنين الغاضبين علق قائلاً: “كيف يُكرَّم شخص أدين بقضايا فساد واستغلال المال العام؟ ويُستقبل كأبطال الحرب، بينما الكثيرون من البسطاء لا يملكون حتى ثمن شراء سمكة!”.

هذا الموقف الكوميدي يعكس مدى انتشار ثقافة الفساد في المجتمع العراقي، وكأننا نعيش في مسرحية هزلية حيث يصبح الفاسدون أبطالًا والشرفاء مهمشين. ويبدو أن جزءًا كبيرًا من المجتمع العراقي قد بدأ يتقبل الفساد والرشوة باعتبارها أمرًا دالا على القوة، بحسب مراقبين.

3400

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)