بغداد – هف بوست عراقي
عدنان أبوزيد (الصورة افتراضية)
يشهد الإطار التنسيقي الشيعي، انقسامًا عميقًا على خلفية الأزمات وتداعيات الأحداث والمصالح. ويرسم هذا التقرير صورة تحليلية لهذا الانقسام.
المتشددون في قبضة طهران
يتزعم هذا المحور عادل عبد المهدي وهادي العامري والفصائل، ويتميز هذا الحور بميوله المتشددة وتحالفه الوثيق مع إيران.
وهذا المحور المتشدد، يعكس تعمق النفوذ الإيراني في العراق وتأثيره على السياسات الداخلية، و يسعى إلى ترسيخ وجوده من خلال السيطرة على المؤسسات الأمنية والعسكرية، وقمع أي محاولات للابتعاد عن النفوذ الإيراني.
واصبح دور فالح الفياض، الرجل الأول في الحشد، ضعيفا الان بسبب خلافات واضحة مع قوى شيعية متطرفة.
وعادل عبد المهدي، الذي شغل منصب رئيس وزراء العراق، أصبح مع مرور الوقت، واحدًا من أبرز الوجوه في محور المتشددين.
يتميز عبد المهدي بتوجهاته المتشددة ودعمه الصريح لإيران، حيث يُنظر إليه كأحد أهم حلفاء طهران في العراق. وأثناء فترة رئاسته للوزراء، واجه عبد المهدي انتقادات شديدة من القوى المدنية والمحتجين الذين اتهموه بالتورط في قتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في أكتوبر 2019.
و هادي العامري، قائد منظمة بدر وأحد أبرز قادة الحشد الشعبي، يمثل الجناح العسكري لمحور المتشددين. العامري له تاريخ طويل من العلاقات القوية مع إيران، حيث تلقى دعماً مادياً وعسكرياً من طهران منذ ثمانينيات القرن الماضي. يُعرف العامري بولائه المطلق لإيران، ويعتبر أحد أهم الشخصيات التي تساهم في تنفيذ السياسات الإيرانية في العراق.
الواقعيون يبحثون عن التوازن
يظهر محور نوري المالكي وعمار الحكيم كمجموعة تسعى إلى التكيف مع الواقع والتوازن بين مختلف القوى.
نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق وزعيم ائتلاف دولة القانون، وعمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة الوطني، يراهنان على الموازنة بين التأثيرات الإيرانية والمطالب الداخلية والمصالح الامريكية.
محمد السوداني، الذي يصور نفسه كسياسي مستقل، يظهر في الواقع كأحد أقطاب القوى المتحالفة مع طهران.
وعلى الرغم من ادعاء الاستقلالية، يتضح أن السوداني يعمل بتنسيق مع القوى الموالية لإيران، مما يجعله جزءاً من التشكيلة السياسية التي تسيطر حاليًا على السلطة في العراق.
المنفتحون يسعون إلى التوافق
يتمثل المحور الأكثر انفتاحًا في المشهد السياسي العراقي بقيادة عمار الحكيم وحيدر العبادي. هذا المحور يتميز بانفتاحه على مختلف الأطراف وسعيه لبناء توافق سياسي واسع.
يعد عمار الحكيم الطرف الأكثر وسطية، حيث يسعى إلى تحقيق معادلة سياسية متوازنة في الداخل والخارج. لكن جهود الحكيم تواجه تحديات كبيرة، أبرزها رفض المتشددين الذين يرون في هذه السياسة، تهديدًا لنفوذهم.
و حيدر العبادي، رئيس الوزراء السابق، يعتبر شريكًا رئيسيًا في هذا المحور، لكن ثقله السياسي، بات ضئيلا جدا.
صراع الأيديولوجيا والمصالح
تسعى بعض القوى الشيعية المتشددة في العراق للحصول على السلطة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب المبادئ. هذه القوى لا تتردد في استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق أهدافها، بما في ذلك إرسال رسائل غير مباشرة إلى واشنطن بضرورة سيطرتها على رئاسة الحكومة.
من جانبها، تفهمت واشنطن هذه الرسائل على أمل التوصل إلى مقايضة سياسية، حيث يتم السماح لهذه القوى بالسيطرة على السلطة مقابل الحفاظ على المصالح الأمريكية في العراق.
لكن القوى المتحالفة مع إيران تريد تحقيق سيطرة كاملة على السلطة، مع العمل على ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة، وهذا التوجه يخلق تناقضًا يصعب التوفيق بينه.
خسائر وانسحابات
شهدت حقبة مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء السابق، محاولات حثيثة لتعزيز سلطة القوى الشيعية المتحالفة مع الولايات المتحدة، و كان الكاظمي أحد أقطاب هذه الجهود.
ورغم الجهود المبذولة، انتهت حقبة الكاظمي بخسارته وانكفاء القوى المؤيدة لواشنطن. لم تتمكن هذه القوى من الحفاظ على مكاسبها أمام الضغوط المتزايدة من القوى المتشددة المتحالفة مع إيران، مما أدى إلى تراجع نفوذها وانكفائها على الساحة السياسية.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |
سلام عليكم
جهود طيبة نتمنى لكم الثبات حتى إبعاد كل ساسة الفساد و أحزاب الفوضى من المشهد السياسي العراقي.
تحياتي