بغداد – هف بوست عراقي
في مشهد يعكس (فساد) الدبلوماسية العراقية وعدم قدرتها على مواجهة التحديات، أعيد تعيين حيدر العذاري (سفير سابق في الاردن) سفيراً للعراق في روسيا. هذا الإعلان جاء من العذاري نفسه عبر حسابه على منصة “أكس”، مما أثار جدلاً واسعاً في الشارع العراقي.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يكون فيها العذاري محط أنظار الرأي العام العراقي. ففي سبتمبر من العام 2022، تم إنهاء عمله كسفير في الأردن بعد انتشار صور لزوجته في أوضاع “حميمية خادشة” مع الفنان اللبناني راغب علامة. تلك الصور أثارت استهجاناً واسعاً في العراق، حيث اعتبر الكثيرون أنها تمثل إهانة للدبلوماسية العراقية وتجاوزاً للتقاليد والأعراف الاجتماعية.
ورغم الضجة التي أثارتها تلك الحادثة، يبدو أن الخارجية العراقية قد قررت إعادة تعيين العذاري في منصب سفير في دولة مهمة مثل روسيا.
وهذا القرار يعكس تصوراً لدى الخارجية بأن الذاكرة الجماعية للعراقيين قد نسيت تلك الفضيحة، أو أنه لا يوجد بديل آخر يمكن تعيينه بسبب نظام المحاصصة والتوازنات السياسية الذي يسيطر على التعيينات في المناصب الحساسة.
ما القصة
ظهرت زوجة السفير العراقي في الأردن، وهي تحتضن المطرب راغب علامة، فيما بدا السفير حيدر العذاري مستسلماً لقدر الحميمية الحارة التي تبديها زوجته للمطرب. هذه الصور انتشرت كالنار في الهشيم، لتثير استياء الشارع العراقي الذي لم يستطع تصديق أن ممثله الدبلوماسي يظهر بهذا الشكل.
في صورة أخرى، ظهرت زوجة السفير، صاغية، ولهانة براغب علامة، وقد انفرد بها ليغني لها. وبهذا المشهد، يظهر قدر العراق الذي يمثله هذا السفير وزوجته المتيمة، الهائمة بالمطربين على ما يبدو، وجاهلة لأبسط قواعد اللياقة الدبلوماسية، التي يتوقعها العراقيون من عقيلات الدبلوماسيين اللواتي يرسمن بلمساتهن النسائية صورة السفارات بعادات وتقاليد العراقيين.
إن الدول العظمى تعول على زوجات السفراء المثقفات الأنيقات في المظهر، المنمقات في الحديث، الواعيات بقواعد الإتيكيت، يقفن إلى جانب أزواجهن، بطريقة تعكس خصوصية البلد في السلوك المتحضر، والخلق الرفيع، وحتى الزي الذي يمثل تراث وتاريخ وثقافة البلد، بينما تزيل هذه الصور الحميمية لزوجة السفير العذاري، الذي بدا مهمشاً من زوجته المتيمة براغب علامة، الغطاء عن بالوعة قذرة تستوعب الكثير من الشخصيات السطحية والأمية والفاشلة التي ارتقت على سلم المحاصصة والمنسوبية والمحسوبية إلى المناصب الحساسة.
ولا يقتصر الأمر على الخارجية فحسب، بل يمتد إلى الداخل أيضاً، حيث صعد إلى المناصب جهلة وأميون، بشهادات شكلية، ووساطات ورشاوى وصفقات، هذا ليس غريباً، طالما أن الفاسد والفاشل غير معرض للمساءلة في العراق الجديد، وطالما تعيش البلاد حقبة القيادات المأزومة، التي تفتقر إلى الكفاءة والنزاهة.
إن هذه الحادثة ليست مجرد صورة، بل هي رمز لانهيار القيم والمعايير التي يجب أن تتحلى بها الدبلوماسية العراقية. إنها تعكس الواقع المؤلم الذي يعيشه العراق، حيث تغيب المساءلة والمحاسبة، ويتسلق إلى المناصب من لا يستحقها، مما يترك أثراً سلبياً على سمعة البلاد وصورتها أمام العالم.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |