بغداد – هف بوست عراقي
تشهد دولة القانون خلافات حادة بين جناح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وصهره ياسر صخيل، رئيس كتلة البشائر، على توزيع المناصب في بغداد وديالى.
وتبرز هذه الخلافات بشكل واضح حول منصب محافظ ديالى، الذي من المفترض أن يكون من حصة صخيل حسب نظام النقاط داخل الإطار التنسيقي، إلا أن المالكي يسيطر على عملية اختيار المرشحين، مما أثار استياء صخيل.
وظاهرة اصهار واقرباء السياسيين والزعماء ليست جديدة في السياسة العراقية، بل تمتد جذورها إلى النظام السابق وتستمر في الوقت الحاضر.
وتعد الظاهرة جزءاً من الثقافة السياسية في المنطقة، حيث يسعى الزعيم السياسي إلى تعزيز نفوذه من خلال أفراد عائلته، وخاصة أصهاره، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى صراعات وانقلابات داخلية.
واغلب القوى السياسية العراقية، ان لم يكن كلها، بما فيها رئيس الحكومة الحالي محمد السوداني، استعانت بالاصهار والاقرباء والابناء، في المناصب السياسية والحكومية، في سابقة خطيرة لم تحدث بهذا المستوى منذ تأسيس الدولة العراقية.
وانشق تركي جدعان، القيادي في دولة القانون من جناح صخيل وثاني أعلى فائز في ديالى بعد المحافظ السابق مثنى التميمي، عن جناح المالكي. وفي بيانه، أكد جدعان أنه “سيعمل مستقلاً”. وكانت كتلة البشائر قد رشحت جدعان لمنصب محافظ ديالى قبل أسابيع، لكن المالكي رفض ترشيحه، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين الطرفين.
الأزمة بين المالكي وصهره انتقلت إلى العاصمة بغداد، حيث حاول صخيل إزاحة محافظ بغداد عبد المطلب العلوي، المقرّب من المالكي، كرد فعل على ما يجري في ديالى، لكنه لم ينجح في ذلك.
وفي محاولة للتغلب على الخلافات، اجتمع فريق المالكي في فندق الرشيد ببغداد بهدف جذب بعض الأعضاء من الفريق الآخر لعقد جلسة مجلس المحافظة، لكن الاجتماع فشل بسبب عدم الاتفاق على اسم المرشح لمنصب المحافظ.
الأصهار يطمعون
ظاهرة اصهار واقرباء السياسيين أدت في كثير من الأحيان إلى صراعات وانقلابات داخلية، في العراق والدول العربية.
النظام السابق (صدام حسين)
عدي وقصي صدام حسين: رغم أنهما ليسا أصهارا، إلا أن تعيين أبناء صدام حسين في مناصب حساسة داخل النظام العراقي هو مثال على استخدام الزعيم السياسي لأفراد العائلة لتعزيز السيطرة والنفوذ.
حسين كامل: كان صهر صدام حسين وزوج ابنته رغد. تم تعيينه في مناصب عالية، لكنه انشق عن النظام ولجأ إلى الأردن في منتصف التسعينيات، ما أدى إلى اغتياله لاحقاً عند عودته إلى العراق.
تيارات واحزاب
وياسر صخيل، صهر نوري المالكي وزعيم كتلة البشائر، تولى مناصب مؤثرة وتنامى نفوذه داخل حزب الدعوة ودولة القانون، لكن الخلافات الأخيرة حول المناصب تشير إلى صراع داخلي .
تيارات وأحزاب أخرى دينية ومدنية، عينت الاخوة والاقرباء والاصهار في مراكز مرموقة في الدولة، وفي كيانات الأحزاب نفسها.
العائلات السياسية الكردية
والعوائل السياسية في كردستان العراق تمكنت من تركيز السلطة والثروة في أيديها عبر الاعتماد على الاخوة والاصهار والانساب. و عائلة البارزاني تسيطر على حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (PUK)، أحد أكبر الأحزاب السياسية في الإقليم، بينما تهيمن عائلة الطالباني على الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP).
من خلال هذه الأحزاب، تمكنت هذه العوائل من السيطرة على مفاصل الحكم في إقليم كردستان والتحكم في توزيع المناصب الحكومية والموارد الاقتصادية. وهذا التركيز للسلطة والثروة في أيدي عدد قليل من العوائل السياسية أدى إلى انتشار الفساد والمحسوبية في كردستان العراق. كما أثار انتقادات واسعة من المعارضة والمجتمع المدني بسبب غياب الشفافية والمساءلة في إدارة شؤون الإقليم.
وهذه العوائل السياسية تشهد على الدوام صراعات بينية بين الاخوة والاصهار، والاقرباء على مراكز النفوذ والمناصب.
السياسة العربية
بشار الأسد: تعيين أفراد من عائلة الأسد وأصهارهم في مناصب حكومية وأمنية عليا في سوريا، أدى إلى نفوذ كبير للعائلة داخل النظام. رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، كان شخصية بارزة في الاقتصاد السوري حتى نشبت خلافات بينه وبين الأسد.
معمر القذافي: في ليبيا، قام القذافي بتعيين أبنائه وأصهاره في مناصب حكومية وعسكرية هامة، ما أدى إلى تركيز السلطة والنفوذ داخل عائلته. لكن بعد سقوط نظامه، شهدت ليبيا صراعات داخلية كبيرة.
أسباب ودوافع الظاهرة
و تعيين أفراد العائلة يضمن ولاءً أكبر للزعيم السياسي، حيث يُعتقد أنهم سيكونون أقل عرضة للخيانة، ومن خلال تعيين أقارب في مناصب حساسة، يتمكن الزعيم من تعزيز سيطرته على الحكومة والمؤسسات المختلفة، كما أن حماية النفوذ وإبقاء الأمور داخل العائلة يمكن أن يسهم في حماية الأسرار ومنع تسرب المعلومات الحساسة.
و يمكن أن تؤدي هذه التعيينات إلى صراعات داخلية وصراعات على النفوذ، كما حدث في العراق وسوريا وليبيا.
و تعيين أفراد العائلة في مناصب حكومية يزيد من مستوى الفساد والمحسوبية داخل النظام.
و يتم تعيين أفراد غير مؤهلين في مناصب هامة، مما يؤدي إلى ضعف الأداء الحكومي.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |