الجهالة والظلامية والضفدعية تغتال روعة التعبير.. والقطيع يصفق

بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):

عدنان ابوزيد

في مشهدٍ كئيبٍ ومُؤْسِف، ارتقى الناطق باسم حزب “تقدم”، المنبر، وأطلق لسانه في وصف المنشقين عن حزبه بـ”العگرگة الطرشة”. ( شاهد الفيديو)

كلماته لم تكن سوى رموز لانحطاط الوعي، عكست مدى التدهور الذي بلغه مستوى الخطاب في بعض الأحزاب العراقية.

لقد قاست خطبته العصماء مديات انهيار المنطق في سوق القطيع الذي تقوده الأحزاب.

كان العراق في ماضيه القريب يضرب به المثل في قوة الخطاب، وروعة الأسلوب، ومهارة التعبير، حتى أصبح مفخرةً،    لكن اليوم، يقف في الواجهة جهلة، جاءوا من قاع المجتمع، ممن لم يعرفوا يوماً نعمة التعليم ولا ذاقوا طعم الفكر النير. هؤلاء تسلّقوا سلم السلطة من ظلامية الأفكار وقيعان السلوكيات الدنيئة، حتى صاروا يتسيّدون المشهد.

إننا نواجه انهياراً شاملاً يتجاوز حدود الفساد وضياع القيم، ليغوص في أعماق الإنسان بأخلاقه وسلوكياته.

المشكلة الكبرى تكمن في أن هؤلاء الجهلة يصدقون أنفسهم بأنهم قادة وممثلون للشعب.

وما أصعب غرور الجاهل، حين يتوهم أنه يعرف كل شيء، وما أتفه الحمار الذي يتصور نفسه أذكى الأذكياء.

لقد أصبح الجمهور الذي يستمع لهؤلاء، بمثابة قطيع من الحمير، يستمعون لتفاهاتهم، دون إدراك لمدى الانحدار الذي وصلنا إليه.

كان العراق يوماً منارة للعلم والفكر، واليوم تحولت هذه المنارة إلى مستنقع يسكنه الجهلة والأميون وأرباع المتعلمين، يقودون البلاد إلى الهاوية.

إنها كارثة تتطلب وقفة، تتطلب انتفاضة من أجل استعادة روح العلم والمنطق.

مأساة العقل العراقي اليوم، عميقة، بعدما ساد الجهلة، وخطباء منابر الخرافة، من مدنيين ودينيين، وبيْن بيْن.

 

 


لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

2344

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments