بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):
بدأت تتكشف ملامح فضيحة فساد كبيرة تتعلق بمنح عقد لبناء مجمع سكني لموظفي مفوضية الانتخابات العراقية لشركة تابعة لنائب برلماني بدعم من جهة سياسية متنفذة للغاية، وذلك بعد حصولها على استثناءات غير قانونية.
تشير الوثائق إلى أن شركة “فرسان الخير الدولية” المملوكة للنائب حسن (حسنين) الخفاجي وشركاء آخرين من المسؤولين هي من حصلت على هذا العقد بتواطؤ مع وزير الإسكان بنكين ريكاني الذي يعلم بتفاصيل هذه الصفقة غير النظامية لكنه يخشى تبعاتها إذا كشفها.
ويبدو أن هذه الشركة (شركة فرسان الخير الدولية للتجارة والمقاولات العامة والنقل العام والخدمات العامة والاستثمارات العقارية والاستثمارات الصناعية والوكالات التجارية وخدمات المطارات وانتاج الروافد والركائز الكونكريتية محدودة المسؤولية) مسجلة بموجب شهادة التأسيس المرقمة م. ش. (١٤٨٤٥) والمؤرخة في ٢۰۲۱/۷/۱۲ .
ولاحظ طول عنوان ووصف الشركة ما يعني انها “طماطة” باللهجة العامية تستطيع عمل كل شيء من الإسكان الى التجارة الى المجسرات الى المطارات أي انها مصممة خصيصاً لامتصاص المشاريع الحكومية بطريقة غير قانونية، حيث يتضح من وصفها الطويل أنها قادرة على القيام بأي نشاط من الإسكان إلى التجارة إلى حتى إنشاء المطارات.
وتكشف هذه القضية عن ممارسات فاسدة متفشية تمارسها الأحزاب حيث تستخدم دوائر اقتصادية تابعة لها للحصول على مشاريع حكومية كبيرة بطرق ملتوية، وذلك بهدف تمويل أنشطتها السياسية عبر المبالغة المفرطة في تقدير تكاليف هذه المشاريع، وشركة الفرسان هي احدى أوجه هذه النشاطات.
ويعتبر هذا الفساد خطيراً للغاية حيث يؤدي إلى هدر المال العام وإضعاف مؤسسات الدولة، كما أنه يضرب في صميم العملية الديمقراطية عبر التلاعب في سكن مفوظي مفوضية الانتخابات التي من المفترض أن تكون محايدة وبعيدة عن التجاذبات السياسية.
وفي وقت سابق، كشفت نائبة في البرلمان العراقي في تصريحات غير مسبوقة عن وجود “تمساح” داخل مجلس النواب العراقي، في إشارة الى نائب عراقي متهم بالفساد ونهب المال العام عبر الاستثمار الفاسد.
ووفقًا لما ذكرته النائبة عالية نصيف على حسابها في منصة أكس، فإن هذا النائب المزعوم يبتز المسؤولين التنفيذيين ويتباهى بأنه “بلطجي ومهرب”.
وأفادت مصادر برلمانية واستثمارية خاصة، منصة هف بوست عراقي بان المقصود هو النائب حسن الخفاجي رئيس لجنة الاستثمار والتنمية النيابية.
وفي تفاصيل أخرى، أشارت نصيف إلى محاولات النائب المزعوم ابتزاز مسؤول في وزارة الخارجية للحصول على مشروع سكن الموظفين، وقال له بالحرف الواحد: (دير بالك ترة اني مهربچي).
وكذلك محاولاته لابتزاز مسؤولين في أمانة بغداد للحصول على مشاريع أخرى، بما في ذلك مدينة الصدر الجديدة،
الذي فازت به شركتان صينيتان وقال للشركتين (لن أسمح لأمانة بغداد بتوقيع العقود)!.
وقالت: يحاول أيضاً ابتزاز أمانة بغداد للحصول على عقد بيع الآليات للأمانة! علماً بأن شركاته المسجلة بأسماء أخيه وابن أخيه وأقربائه جاء ترتيبها الثالث، والآن هو يهدد أمانة بغداد لتجعل شركاته في الترتيب الأول للحصول على العقد.
والنائب حسن الخفاجي يمتلك استثمارات عديدة في مناطق مختلفة من العراق، وعشرات الاستثمارات في كركوك والديوانية وديالى، وعلى الأخص في بغداد، وقد حصل على استثمارات بطرق غير مشروعة، و خلال دورة برلمانية واحدة حصل على عشرات الاستثمارات في كركوك والديوانية وديالى، وفي بغداد تقريباً 10 استثمارات عن طريق الابتزاز والتهديد.
وفي ختام تغريدتها، طلبت نصيف من هيئة النزاهة العراقية التحقيق في هذه الاتهامات والكشف عن هوية أصحاب الشركات المشبوهة التي يمتلكها النائب المذكور وبطانته، ومنها شركات الرخاء والفرسان الدولية ونطاق المهندسين،
وظاهرة استغلال المسؤولين في الاستثمار، سواء كانوا مسؤولين حكوميين أو نواب برلمانيين، للحصول على مشاريع وعرقلة مشاريع أخرى قصد الحصول على عمولات وكومشنات، تعد من الظواهر البارزة في العراق.
تتمثل هذه الظاهرة في استغلال النفوذ والسلطة السياسية للضغط على الجهات المعنية بالمشاريع الاستثمارية، سواء كانت حكومية أو خاصة، من أجل توجيه العقود أو الامتيازات نحو الأشخاص أو الشركات التي يكونون لهم علاقات شخصية أو تجارية.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |