بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):
عدنان أبوزيد
قالت البومة العجوز، رمز الحكمة عند الحيوانات: أبنائي، يا سكان الغابة.. لقد اصبحتم كلكم ثعالبا، منافقين.
في كل تغيير تشهده الغابة، يتقدم المنفيون الطامعون، أو الجياع مدفوعون بأملهم في تغيير الواقع الجوعي، لكنهم يتحولون بسرعة إلى لصوص جدّد.
يشعرون بظلم الحياة وثقل الفقر، فينقلبون على الوضع القائم بعنفوان وثورة، وما إن يصلوا إلى السلطة حتى يصبحوا أكثر ظلمًا ممن سبقوهم، ويلبسون نفس القناع.
كل انقلاب في الغابة يبدأ بثوار يسعون إلى التحرر من طغيان الملك، لكنه بعد فترة وجيزة، يسيرون على درب الملك نفسه، في الظلم والطغيان.
يلبسون تاج الملك الذي حاربوه وينهبون البلاد أكثر منه، ويركبون الفساد على الجياد الهوجاء.
يتكرر هذا المشهد مرارًا وتكرارًا، طيلة حياتي الطويلة في الغابة، شاهدت هذا الدوران المقيت دون توقف.
تابعت السلحفاة: ليست القضية في تغيير الأفراد، بل في تطهير القلوب والعقول، والسلطة والسياسة في بلادنا اصبحت وسيلة للنهب والثراء، وليس الحكم العادل.
في غابتنا وعلى مر الانقلابات، تحول حتى النسّاك إلى لصوص، واصبح تاج أسد الغابة، مهانا، تبول عليه الثعالب.
أنهت البومة العجوز حديثها، وصوت الرياح يحمل كلماته بعيدًا في أرجاء الغابة، وبدت الحيوانات وكأنها بلا آذان، تسمع ولا تستجيب.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
3700
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |