فضيحة اتحاد الادباء بالعراق: أين تذهب أموال المهرجانات الأدبية؟.. 800 مليون دينار كلفة المهرجان الشعري

بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):

صرخة شاعر: اتحاد الأدباء بين الشللية وضياع الإبداع
الأموال تُهدر والأدباء يعانون: واقع مهرجانات الأدب في العراق
الأديبات و”القلوب الرقيقة”: علاقات خاصة تهدد نزاهة الأدب
حين يسيطر المراهقون على الأدب: تشويه تاريخ الأدباء العريق
فضيحة الاتحاد: أين تذهب أموال المهرجانات الأدبية؟
عصابة الأدب: اتحاد الأدباء بين المجاملات والمصالح الشخصية
عضوية الاتحاد: شرف أم عار؟ جدل في أوساط الأدباء العراقيين
مهرجانات الأدب: بين الدعاية السطحية وفقر المبدعين
الأدب تحت الفساد: اتحاد الأدباء في مواجهة انتقادات لاذعة

في حديث حصري مع “هاف بوست عراقي”، كشف شاعر عراقي معروف، وشاعرة عراقية فضلا عدم الكشف عن هويتهما، عن واقع مرير يعيشه اتحاد الأدباء في العراق. فبحسب الشاعر، يدار الاتحاد بأسلوب الشللية والمجاملات والأخوانيات، حيث تتحكم مجموعة صغيرة من الأدباء في كل شيء، مما أفسد الجو الثقافي في البلاد في امتداد واضح لرقعة نهب المال العام والفساد والاداري الذي هو امتداد للفساد في وزارة الثقافة العراقية.

يشير الشاعر إلى أن الأموال التي ترصد لمهرجانات الشعر والأدب تُصرف بلا حسيب ولا رقيب، حيث لا يُنفق من الميزانية المرصودة سوى ثلاثين بالمائة، فيما تذهب البقية إلى جيوب من يصفهم بـ”أصحاب سلطة الأدب”. وعلق قائلاً: “كل مهرجان يكلف مئات الآلاف من الدولارات، وكان الأوجب إنفاقها على الأدباء المحتاجين والفقراء”.
وكتب حسين رشيد ” وفي الوقت ذاته هي الأكثر من هدر الاموال بإنفاقها دون سبب موجب، وهي الدورة الاولى التي يجلس فيه الاتحاد وهو يحض الحكومة طواعية، والدورة الاكثر بتنظم المهرجانات المليونية التي وصلت تكاليفها اضعاف الدورات السابقة مثل مهرجان المربد دورة الشاعر أحمد مطر والتي وصلت الى قرابة ٨٠٠ مليون دينار ، فيما الدورة التي سبقته ٢٠٠ مليون، مهرجان تامرا السابق كان بحدود ٢٠ مليونا ويقال إن المهرجان الذي عقد قبل شهر وصلت تكاليفه الى ضعف هذا الرقم ، كذلك الحال مع مهرجان ابي تمام في الموصل، وهي الدورة الاكثر هدرا للأموال فيما يسمى طباعة الكتب”.
وتصف الشاعرة، الاتحاد بأنه تحت سيطرة “عصابة”، مما دفع الكثير من الشعراء والأدباء إلى رفض الانضمام إليه، معتبرين العضوية عاراً.
وتؤكد أن تاريخ الأدباء العريق يتم تشويهه على أيدي مجموعة من “مراهقي الشعر والأدب”.

ولم يسلم الجانب النسائي من النقد، حيث أشارت الشاعرة إلى أن شاعرات وأديبات عراقيات يحصلن على امتيازات “خاصة” في المنح والدعوات والمهرجانات، بسبب قلوب “رقيقة جداً” لدى من هم في سلطة الاتحاد.

وأضافت بلهجة حادة: “الشاعرات يعرفن أقصر الطرق إلى تلك القلوب، والعاقل يفهم”.

وأضاف الشاعر بحسرة أن الاتحاد لم يحقق أي إنجاز ثقافي أو إبداعي يشار له بالبنان، بل اقتصر دوره على تنظيم مهرجانات لكسب الأموال والدعاية السطحية. وأشار إلى غياب أي شاعر أو قاص عراقي يحفظ له الجمهور قصيدة أو قصة.

إن هذه الشهادة الصادمة تضع الاتحاد في موقف حرج، وتفتح باب التساؤلات حول مستقبل مثل هذه المؤسسة المستهلكة للمال والابداع معا.

وكتب حسين رشيد

التلويح بعصا القضاء ..
بمناسبة ودونها ثمة من يلوح باللجوء الى القضاء وهي محاولة قمع شرعية، لكل من ينتقد إدارة اتحاد الأدباء هذا التلويح ، الذي جاء اليوم بمقال نشره أمين الشؤون الثقافية في اتحاد الادباء حيث ذكر ” أما الاتهامات والتجني الذي ورد في المقالة، فإن الاتحاد ماضٍ لتقديم شكوى رسمية وسيكون للقضاء كلمته الفصل” والغريب انه في ذات المقال اشار الى فترة نظام البعث الفاشي بالقول :

(الفترة كانت تعدّ من أسوأ الفترات التي مرّت على المثقف العراقي الذي عانى فيها الأمرّين , حيث باع كبار المثقفين مكتباتهم , فيما ترك عدد كبير من المبدعين وطنهم بحثاً عن لقمة العيش , ولا أدري كيف قرأت الكاتبة الأوضاع في هذه الفترة المظلمة من حياة العراقيين في ظل نظام شموليّ ظالم ).

وهذا اعتراف من أديب كان يعمل في الماكنة الثقافية لذلك النظام الدموي الفاشي، بل كان من المدافعين عنه والمروجين لافكاره الهدامة، هذا غير قصائده المنشورة في صحف النظام الثورة ، والجمهورية ، والعراق ,والقادسية , وبابل , وغيرها ..

هذا الاعتراف سيحسب له إذا رافقه أعتذار عن كل ما كتبه في مدح ذلك النظام ..

نعود لعصا التلويح بالقضاء والقمع الشرعي للأصوات المعارضة فالدورة الانتخابية الحالية هي الأكثر خلافا واختلافا، والأكثر من نالت الدعم المالي، وفي الوقت ذاته هي الأكثر من هدر الاموال بإنفاقها دون سبب موجب، وهي الدورة الاولى التي يجلس فيه الاتحاد وهو يحض الحكومة طواعية، والدورة الاكثر بتنظم المهرجانات المليونية التي وصلت تكاليفها اضعاف الدورات السابقة مثل مهرجان المربد دورة الشاعر أحمد مطر والتي وصلت الى قرابة ٨٠٠ مليون دينار ، فيما الدورة التي سبقته ٢٠٠ مليون، مهرجان تامرا السابق كان بحدود ٢٠ مليونا ويقال إن المهرجان الذي عقد قبل شهر وصلت تكاليفه الى ضعف هذا الرقم ، كذلك الحال مع مهرجان ابي تمام في الموصل، وهي الدورة الاكثر هدرا للأموال فيما يسمى طباعة الكتب، والاكثر إشكالية فيما يخص البيانات التي صدرت، والاكثر التي تم فيها قبول اعضاء جدد، واشياء اخرى ..
فلا تدعوها تكون الأولى في تقديم الدعوى القضائية ضد الادباء بسبب الآراء والانتقادات ، فالتاريخ سيذكر كل هذا، مثلما يذكر الآن عار من كتب للبعث والطاغية المقبور ..@إشارة.

وكتبت نورهان شيراز:

اتحاد الأدباء..من المحسوبية إلى المهنية

اتحاد الكتاب والأدباء في العراق لم يكن منصفًا في انتماءاته، وهو مسيّس، ولا يتمتع بالمستوى المطلوب من حيث الإدارة أو الهيكلية.

أما فيما يخص موضوع البعث، فأعتقد أنه ليس من المخجل طرحه، لأن معظم الكتاب كان لهم انتماء في النظام السابق.

هذه حقبة مضت، وأضافت الكثير للأدب والثقافة. كان هناك في النظام السابق وزارة تسمى وزارة الثقافة والإعلام، كانت ترعى الإعلام والأدب والثقافة من خلال تقديم رواتب أو مكافآت مع وجود استقطاعات لأغراض التقاعد.

الدولة سابقًا كانت تضمن حق المثقف، وحتى المكافأة التي يستلمها المثقف الإعلامي أو الشاعر أو الفنان أو المترجم ممن لديهم هويات من الاتحادات والجمعيات والنقابات المعنية بالثقافة كانت مكفولة بمادة قانونية تعود إلى عام 2000. إذ كانت في الوقائع العراقية واعتبرت قانونًا ملزمًا للجميع. كانت قبلها تُعطى لمن يمدح النظام السابق، لكن تم تعديلها للجميع كما أسلفت.

ومع هذا القانون نجد التلاعب بالأسماء، وكأن المكافأة إرث للبعض وليست مكافأة للمهنية في العمل الثقافي. ولا أعتقد أن الخلاف يتعلق بانضمام من كانوا ينتمون للبعث سابقًا. السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا قدم النظام الحالي للأدباء والكتاب؟ اتحاد الأدباء الحالي يقوم على المحسوبية والمنسوبية، ومن نقائص الأمم، سيما الأمة العربية، تسيس الأدب وخصوصًا في العراق الذي أنجب عمالقة الأدب.

أعتقد أن تسيس الأدب في اتحاد الأدباء هو السبب. فعندما يكون أحد الأفراد لديه قريب يعمل في الأحزاب أو الدولة، يمنح الهوية دون مراجعة، بل إن الاتحاد يطلب منه تأليف منجز على وجه السرعة. يعني اتحاد الأدباء، كما يقول الأخوة المصريون، “لم يرهم وهم يسرقون، بل رأهم وهم يتقاسمون”.

الاتحاد لديه نظام داخلي يجب الاحتكام إليه، وهذا معمول به في كل مفاصل الدولة. نعود إلى أساس المشكلة، فقد تفاجأنا قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) احد اعضاء الاتحاد يعلن استقالته، وأنه تم التراضي بعدها.

أليس من المفترض عقد اجتماع في الاتحاد لحل الإشكال؟ أعتقد أن هذا الأسلوب من الإسفاف وعدم الدراية بالنظم الإدارية التي تحكمها الهيكلية يعد فشلاً.

إذا عدنا إلى الفشل، فقد زرت ذات مرة متحف اتحاد الأدب، وقلت لهم قبل الصيانة وإنشاء المتحف، أنني متطوع للمساعدة بالبناء والخبرة على أسس تحفظ لبغداد تراثيتها. وأنا أيضًا متطوع للعرض المتحفي وإنشاء المتحف لأنه من اختصاصي. تفاجأت بأن البناء رديء والمتحف هزيل لا يمكن أن نسميه معرضًا. فعن أي اتحاد نتحدث إذا كان جلهم مسيسين ولا يفهمون بالنظام الإداري؟.

 

3500

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments