بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):
بينما ترتفع أصوات موظفي وزارة الثقافة والسياحة في العراق، مطالبين برواتبهم المتأخرة التي تجاوزت عشرين يوماً، يغرق الوزير أحمد فكاك البدراني في افتتاح المطاعم برفقة وكلائه ومستشاريه، يتناولون الثريد والكباب تحت ذريعة دعم السياحة، وكأنهم ينسجون من مشهد الطهي لوحة زائفة من التفاني المهني، وهو مشهد ظهر فيه وزير العمل العراقي أحمد الأسدي، من قبل حين برز في مقطع فيديو، وهو يمارس الدعاية لمطعم في الجادرية، فكأن البدراني يريد التنافس مع الأسدي على تسويق منتجات المطاعم.
يتردد صدى أنين الموظفين في أروقة الوزارة، فهم يئنون من تأخر رواتبهم شهراً بعد شهر، حتى باتت رواتب الشهر السادس معلقة في هواء الشهر السابع. وبينما تزداد معاناتهم، يكتفي المتملقون بالهمس خلف الأبواب المغلقة، ملقين اللوم على الحكومة ووزارة المالية، متجاهلين دور الوزير في هذا العبث المالي. تلك المسرحية الهزلية التي يُختم كل فصل منها بعبارة “لم تُوقع الميزانية”.
ومن العجب العجاب، أن الوزير حول الوزارة إلى إقطاعية خاصة، حيث عين قريبه مديراً للاتصال الحكومي، متجاهلاً الموظفة المخضرمة والأكاديمية (…) التي كانت تشغل المنصب. هذا الفعل الشائن يعكس ملامح إقطاعية عصرية تتجلى في مفاصل وزارة من المفترض أن تكون منارة للثقافة والتحضر.
لم يحظ الوزير البدراني باحترام المثقفين العراقيين، بل صار محور السخرية والنقد اللاذع. إحدى الشواهد البارزة على ذلك، عندما تجاهل الفنان التشكيلي العراقي علاء بشير وزير الثقافة وقرر تسليم لوحة “معجزة الخلق” إلى مجلس القضاء الأعلى، متجاوزاً الوزير الذي كان من المفترض أن يكون الراعي لهذا الحدث الثقافي الكبير.
وكأن هذا لم يكن كافياً، فقد ظهر الوزير في جولة فنية، محتضناً لوحات “سوقية” تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الصناعي، أعمال هواة وأطفال المدارس الابتدائية، مما شكل إهانة للتاريخ التشكيل العراقي وأثار استياء التشكيليين الحقيقيين.
في ظل هذه المواقف، تبدو وزارة الثقافة والسياحة كما لو أنها قارب يتهاوى في بحر من الفوضى والإهمال، يقوده وزير غارق في ملذات الحياة، بينما تئن سفينة الثقافة العراقية متسائلة: أين ربانها؟.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
3600
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |