من جريدة إلى أوراق كباب وبقلاوة : صحيفة الصباح تنتظر الدفن في القبر الجاهز

بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):

صحيفة الصباح: الجثة المتعفنة في قلب بغداد
عندما تتحول الصحافة إلى مهزلة: قصة انهيار صحيفة الصباح
منبر الإعلام الذي لم يعد له صوت: رحلة الموت السريري لصحيفة الصباح
فساد يلتهم الورق: حكاية مطبعة الصباح المنسية
موظفون متقاعسون وشروط تعجيزية: كواليس انهيار صحيفة الصباح
المطبعة المغرورة: كيف نهب الفساد أحلام الطباعة في الصباح
صفقات مشبوهة وأموال مهدورة: الصحيفة التي فقدت قراءها
من صحيفة إلى أوراق كباب: مأساة صحيفة الصباح العراقية
الإعلام الميت: عندما تصبح صحيفة الصباح عبئاً على الدولة
الفساد وسوء الإدارة: كيف دفنت صحيفة الصباح نفسها

في قلب بغداد، تلك المدينة التي كانت يوماً رمزاً للحضارة والثقافة، ترقد صحيفة الصباح العراقية، كجثة متعفنة تنتظر الدفن.
لم تعد الصحيفة تقرأ، بل تكلف الدولة عشرات الآلاف من الدولارات شهرياً، وتضم بين جنباتها مئات الموظفين، وكأنها رمز لمأساة الإعلام في العراق. إنها ليست مجرد صحيفة، بل نموذج صارخ للفساد والإدارة الفاشلة التي تستهلك موارد الدولة بلا هوادة. وللانصاف، تضم الصحيفة بين أركانها، صحافيين ماهرين، لكن سوء القيادة، والأنانية، تقبر قدراتهم.

فساد إداري وإهدار لموارد الدولة

تكلف صحيفة الصباح الدولة العراقية مئات الملايين من الدولارات، دون أن تقدم أي قيمة حقيقية. يتربع على مطابعها موظفون متقاعسون، يعانون من حالة الموت السريري الإداري. كان يمكن لهذه المطابع أن تكون الأكثر فاعلية في الطباعة والنشر في الشرق الأوسط، لكنها تجمدت بفعل الفساد والنهب وسوء الإدارة.

شروط تعجيزية ومزاجية الموظفين

موظفو المطبعة، كجزء من هذا الانهيار الكبير، يضعون الشروط التعجيزية أمام من يريد الطباعة. مثال على ذلك، موظف ()، يطلب من صحيفة تريد الطباعة لديهم تفاصيل غير ضرورية ويضع مواعيد غير متيسرة، بل ويفرض شروطاً على كمية الطبع، مخالفاً الأوامر الرسمية، و وصل به الحال إلى رفض طباعة صحيفة بسبب عدم إعجابه بكاتب معين يكتب فيها.

فساد وتخريب متعمد

مصادر موثوقة تدعو إلى التحقيق في تقاعس موظفي المطبعة وفسادهم، وعلى رأسهم المدير، الذي يسيطر مع عصابته على المطبعة ويعيثون فيها فساداً. تعمد هؤلاء إتلاف كميات كبيرة من الورق لبيعه، والإفراط في استخدام المواد بشكل مفضوح للحصول على نسب مالية من الزبائن. إنهم يبددون موارد الدولة في وقت يحتاج فيه العراق لكل دينار.

صحيفة بلا قراء

في حديث لإعلامي عراقي مخضرم، أكد أن لا أحد يقرأ صحيفة الصباح التي تنخر المال العام، فيما موقعها الرقمي البائس لا يزوره إلا القليل.

وعلى النقيض، حصدت وكالة الأنباء العراقية الملايين من المتابعين، فما هو السبب يا ترى؟.

تطبع الصحيفة نسخاً لها في المحافظات لترمى في القمامة أو تتحول إلى أوراق للف الكباب والبقلاوة، في مشهد يعكس بؤسها وفشلها.

صفقات مشبوهة

يذكر أن رئيس شبكة الإعلام (الأسبق، الأسبق)، عقد صفقة لشراء مطبعتين، واحدة ألمانية بقيمة 16 مليون يورو، وأخرى تركية بقيمة 14 مليون يورو، وقبض عمولة من العقد ما يقارب الخمسة ملايين دولار. كان بإمكان هذه المطابع أن تحقق إنجازات كبيرة في طباعة الكتب المدرسية والصحف المحلية، بدلاً من التعاقد مع جهات خارجية، لكن الفساد وسوء الإدارة حالا دون ذلك.

نهاية بائسة

من يتخيل أن صحيفة تنفق عليها الدولة الأموال الطائلة، وتضم مئات الموظفين، لا تستطيع جذب مائة قارئ شهرياً إلى صفحاتها؟ إنها مهزلة بكل المقاييس. وكما يقول كاتب عراقي ينشر في الصحيفة ويرسل مقالاته نفسها إلى صحف أخرى، لها نسخها في بغداد ولندن، واخرى رقمية: لا أحد يقرأني في صحيفة الصباح، أرحموني بإعادة النشر.

هذه هي مأساة صحيفة الصباح، التي تعكس بوضوح انهيار الإعلام في العراق، تحت وطأة الفساد وسوء الإدارة والمشاريع الفاشلة. إنها صحيفة تنتظر الدفن، والحفارون بدأوا عملهم في حفر القبر، وفق مصادر مؤكدة.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments