التضخيم الإعلامي للانحراف والإباحية.. ما بين طبقات المكياج: رسالة ضائعة في بحر الألوان

بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):

الفضائيات: منبر الإعلام أم مروج الانحراف؟
عندما يتحول الإعلام إلى وسيلة لتضخيم الرذيلة
شفتاها تتحدثان بصمت: حين يطغى الإغراء على الكلمة
الإباحية في الإعلام: تشويه للواقع أم تجارة مربحة؟
هيئة الإعلام والاتصالات.. رقابة على بث الفضائيات
منصات البودكاست وتيك توك: إغراءات جسدية أم محتوى هادف؟
بين الألوان الصارخة والإيحاءات الخفية: المكياج يغلب المحتوى
جسد في مواجهة الكاميرا: الإعلامية التي تفضل العرض على الكلام
حينما تتحول الشفاه إلى رسالة: خطاب من نوع آخر
كيف تجذب مقدمة البرامج الأنظار بعيدًا عن الحقيقة
ما بين طبقات المكياج: رسالة ضائعة في بحر من الألوان
استعراض الأجساد على الشاشة: هل ضاعت الرسالة الإعلامية؟
أضواء الاستوديو تخفي الحقيقة: عندما يصبح الجسد هو المحتوى
الألوان الفاقعة في وجه الرسالة: بين المكياج والمضمون

اعداد فريق هف بوست عراقي

في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا وسيلة الاتصال الأكثر تأثيرًا، تبدو الفضائيات ومنافذ النشر الواسع، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي، قوة لا يمكن تجاهلها. هذه الوسائل، رغم فوائدها الجمة في نقل المعرفة والتواصل بين البشر، باتت في بعض الأحيان وسائل لتضخيم جرائم الانحراف والشذوذ والإباحية، مما يعكس تأثيرًا سلبيًا على المجتمع ككل.

تضخيم الجرائم والانحراف

يلاحظ المتابع للأحداث الإعلامية، أن بعض القنوات الفضائية تتجه نحو التركيز على الجرائم والانحرافات السلوكية بشكل مبالغ فيه. يظهر هذا جليًا من خلال التغطية المستمرة والمفصلة لتلك الأحداث، مما يثير الرعب والخوف بين الناس، ويعزز الإحساس بانتشار هذه الجرائم بشكل أكبر مما هو في الواقع.
هذا التضخيم الإعلامي سوف يؤدي إلى خلق بيئة من الذعر المجتمعي، ويشوه صورة الواقع.

ويعترف عضو مجلس مفوضي هيئة الإعلام والاتصالات هشام الركابي بخطورة التضخيم الإعلامي لجرائم الانحراف.

ويعبر الركابي عن قلقه البالغ إزاء التضخيم الإعلامي لجرائم الانحراف والشذوذ والإباحة الذي تمارسه بعض القنوات الفضائية، مؤكداً على أن الهيئة ستمارس جميع صلاحياتها القانونية في هذا الإطار.
ويدعو الركابي القنوات الفضائية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية، والكف عن بث البرامج التي تروج لهذه الجرائم، والعمل على تعزيز الخطاب التوعوي وترسيخ القيم الإنسانية والدينية.

 المحتوى الجنسي والإباحي

وفي زاوية من عالم الفضائيات، كانت مقدمة البرامج () تضع مكياجًا مبالغًا فيه، عيونها مرسومة بدقة، شفاهها تلتمع تحت طبقات من الدهان الاحمر. بدت وكأنها تستعد لمشهد سينمائي أكثر من تقديم برنامج ثقافي.
توزع مقدمة البرامج هذه صورها على مجموعات الواتساب اكثر مما توزع المحتوى.

وبعض الفضائيات العراقية، وفي مسعى لجذب الجمهور، بدأت تعتمد على المحتوى الجنسي والإباحي بشكل مفضوح. يظهر ذلك في البرامج التي تعرض، والتي تركز بشكل أساسي على الجسد والإيحاءات الجنسية بدلاً من تقديم محتوى رصين وهادف.
و هذا التوجه لا يسهم فقط في تدمير القيم والأخلاقيات المجتمعية، بل يشجع أيضًا على تقبل سلوكيات منحرفة قد تكون مرفوضة من قبل المجتمع.

المذيعة والشفتان البوتكسيتان

في أحد برامج الحوار العراقية على فضائية () ، جلست المذيعة على مقعدها، تستعرض بشعرها الاصطناعي الأصفر، اكثر من كلماتها، ورغم أنها تحاول أن تكون عميقة وهادفة، تغرق في بحر من الوجه البوتكسي الذي يثير انتباه المشاهدين أكثر من مضمون حديثها. بدت وكأنها تمثل دورًا في فيلم صامت، حيث الشفتين تتحدثان بلغة الإغراء أكثر مما تنطق الأفواه بالكلمات.

 الدور السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي 

تطورت الأمور مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك والبودكاست، حيث تتصرف بعض صانعات المحتوى بحركات إيحائية، ساعيات إلى جذب الجمهور بطرق غير أخلاقية.

هذه المنصات تحولت إلى مساحات واسعة لعرض الأجساد والخلفيات الراقصة، ما يعزز من سلوكيات غير مرغوب فيها ويفرض نماذج سلبية على المجتمع.

العنف والتحريض على الجريمة

لا يقتصر الأمر على المحتوى الجنسي والإيحائي فقط، بل إن الكثير من البث الإعلامي يتضمن مشاهد عنفية وسلوكيات تحث على الجريمة والفتنة الطائفية.
وهذا النوع من المحتوى لا يقل خطرًا عن المحتوى الجنسي، حيث يساهم في تزايد حالات العنف والجريمة، ويؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع.

الإباحية وتشويه الصورة الطبيعية للجنس

الإباحية التي يتم تضخيمها إعلاميًا تشوه الصورة الطبيعية للجنس كطبيعة بشرية، وتجعل منه سلوكًا مشوهًا مقرونًا بالفساد. هذه الصورة المغلوطة تؤثر بشكل سلبي على الفهم الطبيعي للعلاقات الإنسانية، وتؤدي إلى انحرافات سلوكية تؤثر على الأجيال القادمة.

وفي استوديو تلفزيون عراقي، كانت مقدمة البرامج تتحرك بخفة، تتصرف بعيونها وكأنها امرأة في حفل ليلي. نظراتها كانت تحمل رسائل خفية، أكثر إغراء من أي محتوى تقدمه. حاولت أن تلقي الضوء على قضايا المجتمع، لكن حركات عيونها تحت أضواء الاستوديو جذب انتباه المشاهدين بعيدًا عن أي رسالة حقيقية.

 استعراض الجسد بدلاً من الخطاب الإعلامي

في برنامج () فضائية تبث من كردستان، ظهرت المذيعة ترتدي ملابسا تكشف عن تفاصيل جسدها بشكل فاضح، محاولة جذب الجمهور بأسلوبها الخاص. كانت تحاول أن تتحدث عن آخر المستجدات والأخبار، لكن جسدها المتمايل والملابس المثيرة كانت تقول أكثر مما تقول كلماتها. بدت وكأنها في عرض أزياء، حيث كان الجسد هو النجم والخطاب الإعلامي مجرد خلفية باهتة

وما يبدو فان هيئة الإعلام والاتصالات أمام تحدب ضبط الإيقاع ومراقبة بث الفضائيات والنوافذ الإعلامية بمختلف أنواعها، بهدف ترصين الخطاب الإعلامي، والحد من التأثيرات السلبية لهذا النوع من المحتوى.

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments