دشداشة وزير عراقي تجعل من شارع الربيعي ثكنة عسكرية مخيفة

بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):

عدنان أبوزيد

شارع الربيعي المسلوب: من واحة سلام إلى ساحة حرب
ثكنة وسط النهار: حين اغتالت القوافل الهدوء العراقي
دشداشة الوزير: بين هيبة السلطة وضجيج الشارع
قافلة الدفاع: قوافل اليأس في قلوب العراقيين
صوت الزحام: حينما غابت الثقة وسط حمايات الوزير
الشارع الطويل: رحلة الوزير وأشواك اليأس المزروعة
معسكر النهار: حينما أغلقت الحمايات أبواب الأمل
الوزير والشارع: قصة قوافل الحماية وأحلام المواطن
حكاية الشارع: من حيوية الحياة إلى معسكر الوزير

في غسق النهار، كان شارع الربيعي في بغداد ينبض بالحيوية، تتهادى فيه أرواح الباعة والحرفيين، يغرد فيه صغار الأطفال ضاحكين، ويلتحم فيه نسيج الحياة المدنية والتجارية.
فجأة، كأن الغيم انقشع عن زوبعة، وتحول الشارع الهادئ إلى ثكنة عسكرية مرعبة.

قافلة من المركبات الحديثة، مدججة بأسلحة الجند، والعشرات من الحمايات الأمنية، اجتاحت الشارع، وقوضت سلامه.
والسبب؟ صاحب دشداشة عراقية، لم يكن سوى وزير الدفاع، قرر التسوق من أحد المحلات الشعبية.

انغلق الشارع على بكرة أبيه، وابتلع زحام السيارات الهدوء والمتعة.
الناس ضجرت، وعبرت عن استيائها من هذا الوزير الذي لم يتورع عن النزول وسطهم بدشداشته المتغطرسة.
الشارع تحول إلى معسكر، وانكفأ الناس على أعقابهم، هرباً من الضجة التي تسبب بها الوزير.

وسط هذا الفوضى، كان هناك بعض الشباب السطحي، مندهشين، يتسابقون لالتقاط الصور التذكارية مع الوزير، غير مدركين أنهم يشجعون الاستبداد. ولكن سرعان ما قرعتهم الناس وانتقدتهم بمرارة.

كان يمكن لهذا الوزير، وهو المسؤول عن أمن البلد، أن ينزل برفقة اثنين أو ثلاثة من الحراس، ولا نقل وحده، ليزرع الثقة بين الناس بأن الأمن مستتب والعاصمة آمنة.

حين ينزل وزير الدفاع بكل هذه الجحافل والقوافل والحمايات، فإن الرسالة التي تُبعث إلى المواطن البسيط هي واضحة وضوح الشمس: لا أمان لديك أيها المواطن، والدليل أننا محروسون بهذه الحمايات التي تكلف الدولة أموالاً طائلة.

زيارة واحدة لوزير الدفاع إلى الشارع الطويل، كم كلفت الدولة؟
زيارة واحدة، كم من أشواك اليأس زرعت في قلوب العراقيين؟

هؤلاء المسؤولون المغرورون، الذين يعيشون في أبراج عاجية، يخافون الشعب ولا يثقون به، لن يستطيعوا أبداً أن يبنوا دولة.

هذه الزيارة المشؤومة، التي حولت الشارع من واحة للسلام إلى ساحة للحرب، تُجسد بؤس القيادات المنفصلة عن واقع شعوبها.

الوزراء الذين لا يسيرون إلا بين جيوش من الحمايات، لن يستطيعوا فهم نبض الشارع، ولن يتمكنوا من استعادة ثقة الشعب.

هكذا، تظل الشوارع محاصرة، وتظل قلوب الناس محاصرة بالخوف واليأس. لن يغير واقعنا مسؤول ينزل بجيش من الحراس، بل يغيره مسؤول يلتف حوله الناس بحب وثقة.

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

3500

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments