بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):
في حين يقف العراق على خشبة مسرح السياسة الدولية، محاطًا بالأضواء والعدسات، تحت لافتة كبيرة تحمل شعار “التضامن مع غزة”، وبينما تستعرض شاشات العرض لقطات لمظاهرات غاضبة في عواصم الغرب تغلق مصانع شركة “تاليس” الفرنسية، التي تصدر الأسلحة إلى إسرائيل، فان الكواليس العراقية المظلمة حيث لا تصل كاميرات الإعلام، ينشط فيها وفد عراقي رفيع المستوى، بابتسامات عريضة وأقلام جاهزة للتوقيع، لإبرام عقود بمليارات الدولارات مع نفس الشركة التي يلعنها العالم.
أصوات الأحزاب والحكومة والفصائل لا تزال تتحدث عن التضامن مع غزة، بينما توقع أيادي الوفد العراقي على العقود، وكأنه يوقعها بالدم المراق في غزة.
المسؤولون العراقيون يهتفون بشعارات رنانة، وبيانات عظيمة منددين بالعدوان الإسرائيلي على غزة في حين تتسرب رائحة النفاق من القاعات المغلقة حيث تُوقع العقود.
صوت الخطابات الرسمية يهتف بشعارات الحق والعدل، لكن خلف الأبواب الموصدة، يُباع كل شيء، حتى المبادئ.
كيف تبررون توقيع عقود تسليح بمليارات الدولارات مع نفس الشركة التي تُزوّد إسرائيل بالسلاح؟.
بالتأكيد سوف يتلعثم المسؤول، لأنه لا يمتلك الجواب.
لقد دُستم على المبادئ بالحذاء، وهمشتم القيم جانبًا كما تُدفع الأوراق من فوق الطاولة.
العراق، الذي كان يُفترض أن يكون صوتًا للعدالة، بات يبيع هذا الصوت في سوق النفاق السياسي.
وفي خطوة أثارت جدلاً واسعًا واستغرابًا شديدًا في الأوساط الأمنية والسياسية، وقعت وزارة الدفاع العراقية عقدًا ضخمًا بقيمة 670 مليون دولار مع شركة “تاليس” الفرنسية التي تواجه ملاحقات قانونية جدية من قبل السلطات الأوروبية، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول الحكمة والنزاهة في هذا العق.
ويبدو ان العراق سيقع ضحية فساد هذه الشركة التي ارست عقودا أخرى، بما يزيد على المليار دولار، مع وزارات الدفاع والداخلية والنقل بمليار دولار.
وأكدت مصادر على ان تاليس الفرنسية تستحوذ على ٨٠٪ من ميزانية تسليح الجيش العراقي على رغم انها ملاحقة دولياً بتهم الفساد.
وكان مصدر قضائي أوروبي، قد كشف عن مداهمات طالت مقار شركة “تاليس” في كل من فرنسا وهولندا وإسبانيا، ضمن إطار تحقيقات فساد تتعلق بمبيعات معدات عسكرية خارجية، بما في ذلك إلى البرازيل. هذه التحقيقات تؤكد تورط الشركة في شبهات فساد، مما يثير القلق حول مدى تأثير هذه الشبهات على نوعية وفعالية المعدات التي سيتم توريدها للعراق.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |